بعد الوقوف على ظاهرة المشترك النحويّ وبواعثها في القرآن الكريم بعامة، وما انتهت إليه: أولها: كان لأبي حيّان منهجه وتفرّده في تفسير آيات القرآن الكريم، إذ كان لا يأخذ بالشّاذ والنّادر الّذي يذهب فيه إلى التأويلات والتّعقيدات، ويترك ما لا داعي له، ويعلّل ذلك في كل حين بأنّه كلام الله لا يؤخذ إلا على أحسن وجه وأتمه وأقربه. واللغة بعامة، لا سيّما إذا كان الأمر متعلّقًا بتفسير كتاب الله عزّ وجلّ. فالإعراب يفضي إلى معرفة المعنى الّذي يشتمل عليه النصّ؛ وهو الموضّح لأغراض المتكلم؛ ويسلم من اللّحن. ولم تأت على جميعها؛ الرابع: اجتمعت في هذه الدراسة بواعث الاشتراك النحوي الّتي خاضت الباحثة غمارها، الّتي أدّت إلى تخلّق ظاهرة تعدّد المعاني النحوية، وهذه البواعث تلخّصت في تعدد باب القول على موضع المفصل الصوتي، فقد يتمّ الوقف على كلمة دون أخرى، والأعاريب، أو أن يتم الوصل فيكون إعراب آخر ومعنى آخر. كما أنّ خفاء العلامة الإعرابية في أواخر الكلم يجعلها في الغالب مشتركًا نحويًا في سياق التركيب، وكذلك يؤدّي الحذف دورًا آخر في تخلّق الظاهرة، فتقدير عامل أو معمول محذوف يسهم في أن يتعدّد المعنى الإعرابي والسياقي للكلام، كما أنّ إضافة المصدر إلى الاسم لها أثرها في وجود هذه الظاهرة؛ إذ يجعل التّركيب حمّالًا لمعنى الفاعليّة أو المفعوليّة، خالقًا بهذا تعدّدًا دلاليا نحوا ومعنًى. كل ذلك من البواعث المؤذنة بنشوء تعدد المعاني عامة، لكنّ أبا حيّان كان يردّ كثيرا من تلكم الوجوه، لأنّ الكلام يؤخذ على ظاهره، فهو يأخذ كلام الله على الظاهر؛ يقينًا منه بأن الله لم يأت بكلامه إلا في أحسن صورة وأجلاها. وأنّ من يجهله يقع في اللّحن، وإلباس الكلام بغيره، وبالتّالي تحريف المعاني والمقاصد. وفي القرآن الكريم بخاصّة، فإن قد قصّرت فمن نفسي، التّوصيات وأثر ذلك في المعنى. هو الأفضل والأسلم؛