مفهوم السرد : فهو خزان الذاكرة الاجتماعية بكل أمالها و ألامها و متخيلاتها ، إ نه قديم قدم الإنسان العربي و أولى النصوص التي وصلتنا عن العرب دالة على ذلك ، ورد هذه اللفظة في القرآن الكريم ، في قوله تعالى : ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِبِى مَعَهُ وَ اَلْطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ أَنِ أَعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوْا صَاِلحاً إِنِي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ . السرد كما تورده المعاجم اللغة العربية يعني تتابع الحديث و انتظامه ففي لسان العرب لابن منظور ، جاء السرد بمعنى : تقدمة شيء إلى شيء ، إذا تابعه ، وفلان يسرد الحديث سرداً ، إذا كان جيد السياق له وفي صفة كلامه صلى الله عليه و سلم : " لم يكن يسرد الحديث سرداً أي يتابعه و يستعجل فيه" . جودة السياق ، هذه هي العناصر التي ينبني عليها مفهوم السرد ، و سرد القرآن تابع قرائته في حذر منه ، و من المجاز نجوم السرد أي متتابعة ، ر، و مسرّدة بالتشديد ، فقيل سردها : نسجها و هو تداخل الحلق بعضها في بعض وقيل السَرْدُ : النقب و المسرودة المثقوبة ، تابعه ، وواحد مفرد وهو رجب . إصطلاحاً : -إذن السرد يخضع لترتيب زمني معين ، وكل نص قبل أن يكون منصوراً ذهنياً و جمالياً ، فهو في الواقع نسيج لغوي تركيبي وكل نص بالضرورة يخضع لشبكة من العلاقات و الرموز يمكن تحليلها للوصول إلى خفايا و مكونات هذا النص .