يستند نظام التعليم الإسرائيلي، منذ نشأته، على وثيقة إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948، والتي تؤكد عودة الشعب اليهودي لأرضه التاريخية، معتبراً إياهم السكان الأصليين من نسل العبرانيين. تُبرز الباحثة نوريت ببلد-الحنان دور التعليم في بناء هوية قومية مشتركة لليهود الإسرائيليين، من خلال إنتاج رواية تربطهم بأرض إسرائيل. لكن هذه الرواية تُشوه التاريخ، بحسب نقاد إسرائيليين وعرب، كما ينشر النظام التعليمي فكرة أن إسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، بينما يطبق نظامًا إثنوقراطيًا يهوديًا. ترى ببلد-الحنان تعارضًا بين التربية الديمقراطية والتربية القومية التي تُدرس في المدارس، والتي تهدف لبلورة وعي يتوافق مع أهداف الصهيونية. قبل 1948، تطوّر التعليم العبري في فلسطين متأثراً بالجمعيات اليهودية العالمية، مع ظهور مدارس علمانية حديثة. برزت الصهيونية كفكرة واضحة مع الهجرة الثانية (1904-1914)، وتركّز دور مناحم أوشكين في توحيد التعليم وتبني القيم الصهيونية. خلال الانتداب البريطاني، ظهر نظام "التيارات" التعليمية، متضمناً التيارات المركزي، والعمالي، والمزراحي، وأغودات يسرائيل (التيار الديني المتشدد). بعد 1948، استمرّ نظام التيارات مع إضافة تيارين رسميين: علماني وديني، مع الحفاظ على استقلالية التيار الأرثوذكسي. كما تضمن التعليم العربي الرسمي، رغم محاولات سابقة لعبرنته، إعادة هيكلة كي يلائم السياسات الصهيونية. أقر قانون التعليم الإلزامي عام 1949، مع تعديلات لاحقة، مُحدداً إلزامية التعليم ومجانيته حتى الثانوية، مع حق اختيار التيار التعليمي. قانون التعليم الحكومي عام 1953 هدف لغرس قيم المواطنة المشتركة، مع اعتراف بثلاثة قطاعات تعليمية. في التعليم العربي، تطورت سياسات تعليم طائفية-إثنية منذ السبعينيات، مع مناهج خاصة للدروز والشركس، وإظهار تفضيلهم على العرب المسلمين والمسيحيين. يُحدد المنهاج الأساسي موضوعات إجبارية في العلوم الاجتماعية والإنسانية، واللغات، والرياضيات، والعلوم، والتربية البدنية، مع موضوعات اختيارية في الفنون والثقافة المدرسية. يتضمن النظام التعليمي مراحل ما قبل الابتدائية، والابتدائية، والإعدادية، والثانوية (أكاديمية، مهنية، زراعية، شاملة)، بالإضافة للتربية اللامنهجية، والتعليم ما بعد الثانوي، ومعاهد إعداد المعلمين. يهدف المنهاج الأساسي إلى غرس قيم الثقافة الإسرائيلية، وحب الوطن، والولاء للدولة، مع احترام حقوق الإنسان والقيم الديمقراطية، وتدريس تاريخ أرض إسرائيل، وموروثها، ومعرفة ثقافة السكان العرب. يضم التعليم العالي سبع جامعات ومعاهد بحثية رئيسية، مع معاهد تخصصية وإقليمية، مع استقلالية مؤسساتية عن النظام السياسي، وإنجازات أكاديمية دولية بارزة رغم التحديات.