هذا الكون العجيب الغريب الذي نعيش فيه ، يعج بالحياة والأحياء الذين نشاهدهم والذين لا نشاهدهم ، وهم فيه في حركة دائبة لا تهدأ ولا تتوقف ، وسيبقى حاله كذلك إلى أن يأتي اليوم الذي يهلك الله فيه يه جميع الأحياء إلا من يشاء ، ( كُلِّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ) (۱) ( كُلُّ شَيْءٍ مَالِكُ إِلَّا وَجْهَهُ ) ) . فتنهي وعندما يأتي ذلك اليوم ينفخ هذه النفخة الحياة في الأرض والسماء ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ الله (۳)وهي نفخة هائلة مدمرة يسمعها المرء فلا يستطيع أن يوصي بشيء ، ولا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يقدر على العودة إلى أهله وخلانه مَا يَنظُرُونَ إِلَّا يَحْصُمُونَ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةٌ وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ) (4)الذي يظهر أن إسرافيل ينفخ في الصور مرتين ، الأولى يحصل بها الصعق ،والثانية يحصل بها البعث ،وقد سمى القرآن النفخة الأولى بالراجفة ، والنفخة الثانية بالرادفة ، قال تعالى : ( يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاحِفَةُ تَتَّبَعُهَا الرَّادِفَةُ ) (٢) +وفي موضع آخر سمى الأولى بالصيحة ، وصرح بالنفخ بالصور في الثانية ، قال تعالى : ( مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَحْصِمُونَ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةٌ وَلَا إلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَبْدَاثِ إِلَ رَبِّهِمْ يَفْسِلُونَ ) (۳)وقد جاءت الأحاديث النبوية مصرحة بالنفختين ،