‎بقلم الرئيس الراحل أحمد بن بلة وما كان ملفتا أكثر ملكاته وثقافته الواسعة وهي مؤهلات الكفاءة المتميزة في رجل الدبلوماسية الذي يجيد فن التمثيل الخارجي وهو الذي قاد يخت ملكة الأردن : اليخت دينا إلى منطقة الريف المغربي محملا بشحنة الأسلحة الموجهة لثوار المغرب والجزائر، كما ساهم في وضع الأسس العملية لتأطير جيش التحرير المغربي في منطقة الريف الواقعة تحت قبضة الاستعمار الاسباني وهو الوجه الذي بقي مجهولا عنه لدى جمهور المهتمين والباحثين. لقد كانت قضية دينا حيوية بالنسبة للكفاح التحريري الذي يقوده جيش التحرير الوطني ALN في الجزائر، إذ أتاحت الأسلحة التي وصلت على متن اليخت من تكثيف العمليات الثورية في الجبال والمشاتي والعمليات الفدائية في قلب مدن الغرب الجزائري (المنطقة الغربية) حيث التعزيزات العسكرية الفرنسية المكثفة والحضور القوي للمستوطنين الأوربيين بالشكل والحجم الذي لا نجده في مناطق أخرى من الجزائر ولعل هذه المعطيات هي التي جعلت قادة الثورة يقررون وقف أي عمل بالمنطقة الغربية لإنجاح خطة واستراتيجية الإمداد اللوجستيكي بالسلاح عبر الحدود الغربية دون لفت أنظار الاستعمار، وهي الخطة التي دبرها ونفذها الشهيد محمد العربي بن مهيدي المسؤول العسكري للمنطقة الخامسة - مع نائبه عبد الحفيظ بوصوف وقيادة الثورة بالقاهرة بالتنسيق مع المرحوم محمد بوضياف ولأن العلميات التي شنها جيش التحرير الوطني بعد وصول الأسلحة على متن اليخث دينا قد ألهبت المنطقة الغربية فإن ردود الفعل الاستعمارية كانت شرسة حتى أن الصحافة الفرنسية أطلقت على مسرح لقد أضحت الأيام المتبقية لفرنسا في الجزائر معدودة بعد أن تَبَخَّرَ حلم الاستعمار خاصة وأن مساندة ودعم إخواننا المغاربيين في تونس والمغرب سيكون له دور جد إيجابي على مسار ثورة التحرير الجزائرية. وفي غمرة هذا التحول العميق الذي يشكل بحق منعطفا تاريخيا هاما في المسيرة الكفاحية من خلال التضامن بين كفاح الشعبين المغربي والجزائري في مواجهة الاستعمار وبشكل خاص عند العودة إلى دور المناضل نذير بوزار الذي يمثل أحد العناصر الفاعلة ،