قال المنفلوطي: "جاء الإسلام يحمل للنوع البشري جميع ما يحتاج إليه في معاده ومعاشه، وإحناء الرؤوس بين أيدي رؤساء الأديان، وأرشده إلى الإيمان بألوهية إله واحد، ليقف على حقائق الكون وطبائعه، ليكون اقتناعه بذلك اقتناعًا نفسيًّا قلبيًّا، فلا يكون آلة صماء، في يد الأهواء تفعل به ما تشاء. ثم أرشده إلى مواقف تذكِّره بربه وتنبِّهه من غفلته، فعلَّمه كيف يبرُّ الابن أباه، وكيف يكون التراحم والتواصل بين الأقرباء وذوي الرحم. ولا ترك الإنسان يمشي في ميدان هذه الحياة خطوة من مهده إلى لحده، وأرشده إلى سواء السبيل".