بعد تولّي والدي الشیخ راشد مقالید الحكم في دبي، حیث رافقته في زيارة إلى محمد رضا بھلوي شاه شاھنشاه(، كنت في الحادية عشرة من عمري. لم أستوعب كثیرا ھذه العظمة أو ًُ ِّ ّ ودماؤھم منتقاة، فابتعدوا عن شعوبھم حتى أبعدتھم. ًً الفارسیة. 100 ملیون دولار تقريبا – وھو مبل ٌغ ضخ ٌم جدا في ذلك الوقت – تم إنفاقھا على حفل أسطور ٍّي في مدينة برسبولیس الأثرية الإيرانیة. غطّت 59 خیم ًة ُ تتو ّسطھا ثلاث خی ٍم ملكیة ضخم ٍة في حديق ٍة لا مثیل ت ّم إنشاؤھا خصّیصا للحفل. تناولناھا في أوا ٍن مصنوعة من خزف "لیموج"، وشربنا في الفارسیة لیر ِسخوا مظاھر الفخامة والأبھة الملكیة. ّ َّ واستمتع ُت بالعروض والتع ُّرف على الضیوف. شكّل لي ذلك الحف ُل الأسطور ُّي في سنّي الصغیرة وقف ًة مھ ّم ًة مع نفسي، ودرسا لن أنساه ما حییت. لقد شاھد ُت في الطريق عشرات القرى الإيرانیة الفقیرة والمتواضعة، التي لا توجد فیھا حتى الكھرباء، وشاھد ُت ھذا البذخ صورتان متناقضتان تجتمعان في المكان ذاته. شاھد ُت لمح ًة عن أسلوب ملك الملوك، الضخمة عن عموم شعبه. الباكر بجولته الصباحیة مع الناس ومتابعة المشاريع بنفسه مع الع ّمال والمھندسین، ًً غداءه الیومي مع ضیوفه، النشاط في الخارج. وكان متواضعا ج ّدا في سلوكه لدرجة أن الزوار في المكتب كانوا يظنون أنه مجرد موظف، الیومیة لعملھم وأحوالھم. ھناك تناقض صارخ في الحیاتین. والعظمة الله وحده؛ لأن الكبر الله وحده بطبیعة الحال، كانت علاقة والدي مع الشاه جیدة، وزاره في مناسبات لأنه أبعد ما يكون عن ذلك، وھو أقرب للفطرة والبساطة، نعم، تمنی ُت لو نظر الشاه حوله بقلیل من الحكمة؛ ھوت عرو ٌش وأس ِقطت ملكیات ع ّدة من حوله؛ كنّا نخالھا مستقرّة؛ فقد في العراق بطريقة فظیعة مع مجموع ٍة من أفراد أسرته في العام 1958، وفي العام 1969 ُخ ِلع في انقلاب عسكري قاده معمر تغیرا ٌت سريع ٌة مرّت بھا الشعوب لم ينتبه لھا "ملك الملوك"، ًً مشغولا بقصوره ومتابعة أسلوب حیاته. بعد ھذا الاحتفال الضخم بثماني سنین فقط، سقط "ملك الملوك" عن عرش الطاووس باضطرابا ٍت وتظاھرات في بلده انتھت إلى ثورة ركبھا ًّ ًًّ لیحل ضیفا ثقیلا على بعض الدول فیما رفضت العديد من الدول الأخرى – بما فیھا معظم دول أوروبا – استقباله، قبل أن ينتھي به المطاف في مصر. حتى الدول التي اجتاحتھا ثورات أصبح الثوار فیھا ملوكا بأثواب جديدة؛ س ّموھا جمھوريات ولیست ملكیات، وشی َّدوا لأنفسھم فیھا قصورا عظیم ًة، ابتعدوا فیھا عن شعوبھم، الم ّداحین والمع ِظّمین لإنجازاتھم. ح ّدث ُتھم في عام 2004؛ قل ُت لھم: جئتم بثورا ٍت لشعوبكم، فأكملوا ثوراتكم في الاقتصاد والبناء والتعمیر وتوفیر الحیاة الكريمة لھم؛ حتى غرقت دولھم في ثورا ٍت واضطرابا ٍت وفوضى لم تؤ ِدّ إلا إلى المزيد من الخراب. ھناك فرق جوھري بین طريقتنا في الحكم وبین ھذه الدول؛ وخدمتھم، والعمل من أجل إسعادھم. وھذا ھو الفرق بین الازدھار والانھیار. والعظمة ? وحده؛ أينالملو ُكذووالتیجانمنيم ٍن وأين منهــم أكاليــــــل وتیجــــــان؟ وأين ما ساسه في الفرس ساسان؟ ُ يقال إ ّن ملوك الأرض أربعة؛ النمرود، وذو القرنین،