ينصبّ جهد ياوس على دراسة تجربة القراءة المرجعية، موضِعًا النص في أفقِه التاريخي والثقافي، مُكتشفًا علاقات الانزياح بين النص وآفاق قُرّائه عبر مراحل تاريخية مُتغيّرة. يهدف ياوس لبناء تاريخ الأدب استنادًا لتاريخ التلقي، لا المُؤلفين أو التيارات الأدبية، معتبرًا أن قيمة النص مُستمدّة من إسناد القارئ. يرى ياوس أن التقاليد والمعايير الأدبية تتبدّل حسب الآفاق التاريخية، وأن نظرة الناس للأدب تتغيّر معها، مُنتقدًا التفسير الماركسي لتركيزه على التاريخ العام لا الأدبي. يُعرّف ياوس أفق النص بالمعايير الأدبية السائدة والجديدة داخله، وأفق التوقّع بمسافة جمالية بينهما، حيث كلما كانت المسافة أكبر كان النص أقوى. يُعيد ياوس تملك الآثار الأدبية القديمة من منظور الفهم الراهن، مُدمجًا الأزمنة الثلاثة في وعي واحد. يشمل أفق الانتظار خبرة القراء، وأفق النص استحضار الأشكال السابقة مع التجديد، مُحققًا الوحدة والتعدد. يُميّز بين الإدراك الجمالي (القارئ العادي)، والتأويل الاستعادي (الناقد)، وإعادة تشكيل أفق التوقّع (المؤرخ الأدبي). يهتم ياوس بالمعايير الجمالية في إعادة تشكيل أفق التوقّع، مُستخدمًا الجنس الأدبي، الشكل، والموضوعة لقياس المسافة الجمالية (انسجام، تغيير، أو تكسير). يدعو ياوس لمنطق السؤال والجواب بين القارئ والنص، مُؤكّدًا أهمية التفاعل لإدراك المعايير الجمالية الجديدة. ينتقد ياوس أفلاطون لعدم منح النص إمكانية القراءات المتعددة، مُشدّدًا على أن خلود النص دليلٌ على عدم جوهرية المعنى. يُؤكّد أهمية دراسة تاريخ التلقيات لفهم تاريخ الأسئلة والأجوبة في التفاعل بين الكتابة والتلقي، مُشيراً للعلاقة بين الجمالي والتاريخي، وبالتالي لعلم اجتماع القارئ. يُعرّف ياوس الأدب بأنه "تحرير من شيء ما، وليس تحريرا من أجل شيء ما"، مُؤكّدًا أن المعنى نتيجة فهم ذاتي عند الالتحام بالنص. وتجد نظرية التلقي جذورًا في سارتر الذي يرى أن عملية التأليف تستحضر قارئًا ضمنيًا، مما يجعل الاستهلاك الأدبي جزءًا من عملية الإنتاج، كما يدعو آيزر "القارئ الضمني".