مفهوم التنمية: اختلفت مفاهيم مصطلح التنمية وفقاً للمضمون الذي يركّز عليه، وإجمالاً فإن التنمية عبارة عن التغيير الإرادي المدروس الذي يحدث في المجتمعات اجتماعياً كان أو سياسياً أو اقتصادياً، بهدف تطوير وتحسين أوضاع أفراد المجتمع من خلال استثمار جميع الموارد المتاحة وتوظيفها بشكل فعّال، ويحدث هذا التغيير بمساهمة أفراد هذا المجتمع فيه، حيث تعمل التنمية على تفعيل قطاعات المجتمع الإنتاجية منها والخدمية مع زيادة الدخل وتحقيق التوازن في توزيعه، 2020( وتعتبر الدول الأكثر تقدماً هي أكثر الدول إنفاقاً على التنمية مقارنة بالدول النامية، الفقر وتحسين المستوى المعيشي والصحي أولويات عملية التنمية في الدول المتقدمة، فالتنمية عملية ديناميكية تتكون من سلسلة من التغيرات الهيكلية والوظيفية في المجتمع تهدف إلى توجيه نوعية الموار د المتاحة في المجتمع لرفع مستو ى رفاهية أفراد هذا المجتمع عن طريق زيادة فاعليتهم في استثمار طاقات المجتمع إلى الحد الأقصى. )نوري، وتتضمن التنمية في مفهومها التحولات الشاملة التي تحدث في المجتمع في مختلف المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وضمان التحسن المت ازيد في نوعية الحياة لكل فرد. 2020( 2013م، تطور مفهوم التنمية: كان جوهر الرؤية الجديد للتنمية هو إبراز دور الجوانب المؤسسية والهيكلية والثقافية والسياسية، فإن التنمية الحقيقية هي تنمية بشرية أو إنسانية، تعتمد بشكل أساسي على البشر، فالإنسان ليس عنصر للإنتاج ولا هو مجرد وسيلة للتنمية بل هو غاية التنمية وهدفها، وأيضاً هناك ضرورة ملحّة لتطوير قدرات البشر على الابتكار والإبداع من خلال إعادة تشكيل برامج التعليم والثقافة لدعم قيم العمل المنتج وبناء روح المشاركة، وهذا التطور في مفهوم التنمية الذي امتد ليشمل الإنسان باعتباره وسيلة التنمية وغايتها ومبررها جعل التنمية البشرية تحتل الصدارة في قائمة أولويات دول العالم )السبتي ، أبعاد التنمية: )نوري، 2020( • التنمية الاقتصادية: ويرتبط هذا النوع من التنمية بإيجاد مجموعة من التغيرات الجذرية من خلال إجراء بعض العمليات في مجتمع معين بهدف اكتساب المهارة والقدرة على تحقيق التطوّر الذي يحسّن نوعية حياة الأفراد ويزيد قدرتها على التأقلم والتجاوب مع الحاجات الأساسية والتي تتزايد بشكل مستمر . • التنمية الاجتماعية: يسعى هذا البعد إلى تنمية التفاعلات وتطويرها بين جميع أطراف ومكوّنات المجتمع والمتمثلة بالأفراد والجماعات والمؤسسات الاجتماعية الخاصّة والحكومية. وتعمل على تعميق المفاهيم الوطنيّة وترسيخها. • التنمية الإدارية: تسعى إلى تحقيق التغيّر الفعلي في الهياكل الإداريّة ونظمها وأساليبها، والتأثير على السلوكيّات البشريّة لتحقيق ما تسعى إليه التنمية بكلّ كفاءة وفاعلية . ملؤها الصحة، بالإضافة إلى ممارسة الحرية السياسية وضمان حقوق الإنسان واحترام الذات. ويشير ماجد صبيح إلى أن هذا التعريف "يعكس فلسفة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي يقوم على أن البشر هم الثروة الحقيقية للأمم، 2015، ص47( سواء في التعليم أو الصحة أو المهارات، والتنمية بواسطة الناس معناها إعطاء كل امرئ فرصة المشاركة فيها. في ذلك يذهب محمد محمود إلى أن الإنسان هو العنصر الأساسي في عملية التنمية البشرية ومحور اهتمامها ، حيث تتجلى صور تلك الخيارات بأن يحيا الإنسان حياة مديدة وصحية، وأن يكتسب القدر الكافي من المعرفة، )محمود ، ص24( • المساهمة في تكوين شخصية الإنسان بشكل يمكنّه من مواكبة التطور ومواجهة التحديات والعقبات. • تنمية المعارف والمهارات المكتسبة، وذلك عن طريق الدعم الفكري للشباب، والتدريب المهني للشباب ومساعدتهم على اكتساب المهارات الضرورية للعمل. • توفير البيئة الصحية للإنسان من خلال تقديم الخدمات الصحية الأساسية التي يحتاج إليها. وتقديم الإعانات الغذائية والنقدية وتوفير المسكن للمحتاجين . • تحسين مستويات أداء الأفراد، وتدريب الأفراد الجدد في العمل على طرق إنجازه وإتقانه، • زيادة ثقة الأفراد بأنفسهم ومنحهم الشعور بالكفاءة الذاتية، وتحسين صورتهم الداخلية عن أنفسهم. • تحسين المستويات الاجتماعية للإنسان، وضمان له فرص عمل أفضل، والحصول على أجور أعلى، • رفع معنويات الأفراد، وزيادة مهاراتهم ورفع مستوى المعرفة لديهم، مما يزيد من ثقتهم بأنفسهم، ويساعد على زيادة الاستقرار النفسي الذي يشعرون به. 2022( التعليم والتدريب وتنمية الموارد البشرية: تظل عملية تنمية الموارد البشرية ورفع فاعليتها عملية شاقة تتطلب العديد من الجهود، وترتبط تنمية المورد البشري )الإنسان( الذي هوراس المال المعرفي تنمية شاملة متكاملة بنجاح عملية التنمية بمختلف إبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، فالتعليم مسئولية اجتماعية مشتركة تعمل على زيادة القدرات والمهارات والمعارف البشرية التي تنعكس بشكل إيجابي على زيادة الطاقة والإنتاج والارتقاء بنوعية الأداء، فإن هذه الأهداف تنسجم تماماً مع أهداف التنمية البشرية حيث أن تنمية القدرات البشرية ترتبط ارتباطاً وثيقاً مع التعليم والتدريب بهدف تحسين مخرجات منظومة التعليم والتدريب في جميع مراحلها من التعليم المبكر وحتى التعليم والتدريب المستمر مدى الحياة للوصول إلى المستويات العالمية، من خلال برامج تعليم وتأهيل وتدريب تواكب مستجدات العصر ومتطلباته وتواءم مع احتياجات التنمية وسوق العمل المحلي والعالمي المتسارعة والمتجددة ومتطلبات الثورة الصناعية بالشراكة بين جميع الجهات ذات العلاق ة محلياً ودولياً. )نوري، أهمية التنمية البشرية في التطوير الإداري: سبيلًا للإصلاح الإداري الشامل؛ وتحسين جوانب أخرى يمكنها تنمية قدرات الأفراد مهنيًا، وتعطي ملامح أساسية لسلوكهم وطبيعة تعاملهم . والكفاءة المتميزة في الأداء، فيكون أمام المؤسسة حينها خيارين: خاصة التي لا تتطلب تخصصًا فنيًا فتقبل بتوظيف من هم أقل مستو ى. • تقليص حجم نشاطها، والتراجع عن سقف طموحها في تنويع منتجاتها، والاكتفاء بالمتاح في سوق العمل؛