نحن عندما نكتب لا نكتب بحبر القلم . بل نكتب بدماء القلوب . فعذرا ان ظهرت بعض الجراح على السطور .كم هو جميل عندما تكتب كلمات يراها البعض جميلة . و يراها البعـض معبرة . و يراها آخرون بلا معنى!!!! لكنك أنت الوحيد الذي تعلم عندما تكتبها ماذا يوجد وراء كواليـسها .سئمنا واكتفينا من الكلام . فآثرنا الصمت ولـغــة الــعـيـون سنصمت . وندع الحبر يتكلم عنا .شعرت أن صمتنا أجمل من أن نكسره لنقول شيئاً قد لا يفهمه الآخرون لأننا نتقن الصمت .عندما نختار الصمت هذا لا يعني بالضرورة سذاجتنا أو اننا لا نعي ما يدور من حولنا . بل في ذلك إرضاء لرغبتنا في استكشاف الآخر والعمق في أغوار شخصيته لإدراك خفاياها ولاننا ايضا مللنا الكلام اننا نحارب . فاننا نعيش عالما لا يحترم الا الاقوياء .حين يكون الزمان ليس زماننا ، والاشياء من حولنــا لم تعد تشبهنا ، حين نشعر بأن كلماتنا لا تصل ، يكون الرحيل " بصمــت " ، كي نختصر بها مسافات الألم و الإحبــاط والفشل .قَد تحتاج احيانا اغماض عينيك وتجاهل وقوع شيء ما !. قال تعالى { وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهُمُ الخالدون } [الانبياء : 34] .اذن النصر ان تعيش رجلا وتموت رجلا . اي ان تعيش على المبدأ الصحيح عقيدة .فان رايت غير ذلك . فاسأل الله ان يمن عليك بقلب مؤمن . فانه لا قلب لك .أجمل ما فى الحياة " انسان" يـقرأك دون حروف . يفهمك دون كلام .فلا تعتمد كثيرا على أحد في هذه الدنيا . فحتى ظلك يتخلى عنك في الظلمة .اصرارنا هو سر بقائنا . هو الطريق الى احلامنا . هو ليس كتابا مغلقا ولا بحـرا عميقا كما تقول الأساطير . بل هو كتاب مفتوح يحب من يقرأه .أحيانا نمر بحالة اختناق شديدة . فتعجز اقلامنا عن ترتيب الحروف . ( يا رب لك الحمد ) .أشيـاء مضحكة تبكينا وأشيـاء مؤلمة تضحكنا فعجبا لكى ايتها الحياة التى جعلتي من شدة احساسنا ان يكون رد فعلنا متناقض‌ .عندما تعجز كلماتنا عن وصف احساسنا يصبح صمتنا اصدق تعبير عن ما بداخلنا .سال المعلم تلميذه : ماذا يعمل والدك ؟ .صمت التلميذ ولم يجب .فساله المعلم مرة أُخرى : ماذا يعمل والدك يا فلان ؟ .فاكتفى التلميذ بالصمت ولم يجب ! صرخ المعلم في وجهه امام التلاميذ وقال : ياغبي الا تعرف ماذا يعمل والدك ؟! .عندما تبدأ الكلمات بالتساقط يأتي دور "الصمت" ليعبر عن معاني عجزت "الحروف" عنها .ما ندمنا على سكوتنا مرة ، ولكن ندمنا على الكلام مرارا .احيانا نصمت لان اجوبتنا قد تقتلنا قبل ان تقتلهم .أحسد الأطفال الرضع ، لأنهم يملكون وحدهم حق الصراخ والقدرة عليه ، قبل أن تروض حبالهم الصوتية ، وتعلمهم الحياة الصمت . ضعفا . كلامنا . فلن تتمكنوا من فهم . كلامنا . لكنه يحتاج إلى سنين ليتعلم لغة الصمت .الصمت فن فإذا أتقنته . اصبحت مبدعا في كلامك .صمتنا . تنطلق الهمسات بلا توقف نشعر بالحروف تخترق كل الجدران بهدوء وتستقر في القلب .حينما يتحدث الصمت . وتنعش قلوبا قد أرهقتها الحياة .عندما .عندما يتطلع قلب رضيع لبسمة الغد يتحدث الصمت .عندما يفرش لنا الربيع ذكرياتنا الجميلة يتحدث الصمت .عندما نستجدي حقوقنا يتحدث الصمت .عندما تدمع عيوننا لوداع حبيب يتحدث الصمت .قســــى العالم علينا تحجر وتصلب قلبه لم تعد تجدي الدموع ولا كلمات الاستعطاف لم تعد تفييد مؤثرات الرحمة لم يعد يجدي شيء مع هذا العالم بقلبه المتحجر والمتصلب قسوة عجيبة تغمره . وصلابته باتت تحيطنا من كل جانب قسى علينا الجميع القريب قبل الغريب في كلماته وهمساته قاسيا في نظراته بل الأدهى من ذلك قاسى علينا لحد الموت امتلأ حقده علينا سوادا عجيبا انتشرت أصداء نعيق غربان سوداء ملأته صرخات شريرة كتمت أنفاس الرحمة عنا . وسحق كل معاني الخير واقتلعاها من جذورها . بلا رحمة .لقد اتهمونا بالغرور لاصرارنا اتهمونا بالضعف لصبرنا . اتهمونا بالخبث لذكائنا . اتهمونا . بسكوتنا . تعذيبهم . يعبر عن رأينا وضعنا له خطوطا حمراء . لا يتجاوزها .دائما نتقبل رأي الناقد والحاقد . فالأول يصحح مسارنا والثاني يزيد من اصرارنا . ليعلم العالم من نحن فإن قال احد وبلا فخر فسأقول انا نحن الفلسطينيون وبفخر .