ندما سمعت تعبير »عصر ا�علومات« لأول مرة أيضا� فما الذي يعنونه بتعبيـر »معلومات«. وقد ذكرتني الدعوى القائلة إن ا�علومات سوف تحدد ا�ستقبل �شهد الحفـل الـشـهـيـر فـي فـيـلـم »الخريج« الذي عرض لأول مرة عام ١٩٦٧. في ذلك ا�شهد أمسك رجل أعمال بـ »بنيام�« - ا�ـتـخـرج حديثا في الجامعة والذي أدى دوره داست� هوفمان - من عروة ثوبه وقدم له نصيحة طوعية في ا�هنة لخصها في كلمة واحدة: »البلاستيك«. وتـسـاءلـت لو أن ذلك ا�شهد كتب بعد ذلك بعقود قليلـة� هـل كانت نصيحة رجل الأعمال ستصبح : »كلمة واحدة ماء داخل أحد مكاتب ا�ستقبل: »كم �لك من ا�علومات?«� »سويسرا بـلـد عظيم بسبب كل تلك ا�علومات التي �لكونها هنـاك«� »سـمـعـت أن مـؤشـر أسعار ا�علومات في ارتفاع الآن«. وتبدو هذه العبارات عبثية لأن ا�علومـات لـيـسـت بـالـشـيء ا�ـلـمـوس أو القابل للقياس� كما هو الحال في ا�واد التي عرفت بها عصور سابقة� على ُ� أن ا�علومات أصبحت شيئا مهما بصورة متزايدة بالنسبة لنا. وثورة ا�علومات لم تزل بعد في بدايتها. وستنخفض تكلفة الاتـصـالات بـالـقـدر نـفـسـه مـن التسارع الذي انخفضت به أسعار أجهزة الكومبيوتر. ولكي نفهم �اذا ستصبح ا�علومات مركزية لهذه الدرجة� فإن من ا�هـم أن نعرف كيف تغير التكنولوجيا الطرق التي نتعامل بها مع ا�علومات. أما إذا كنت تفهم كيف تعمل الكومبيوترات الرقمية� فستكون ملما على الأرجح بكل ما تشرحه هذه الصفحات� ومن ثم فلتنتقل مبـاشـرة مـن إن الفارق الأكثر أسـاسية الذي سـنلمسه في »معلومات« ا�سـتقبـل هـو أن الأغلب الأعم منها سيكون رقميا. كذلك كثيرا مـا يتم الآن تنضيد الصحف واﻟﻤﺠلات في شكل إلكتروني� ثم تطبع على الورق كوسيلة ملائمة للتوزيع� ويتم تخزين ا�علومات الإلكترونية تخزينا دائما - أو للفترة التي يريدها الشخص ا�عني - في قواعد بيانات أجهزة الكومبيوتر� تلك البنوك العملاقة للبيانات الصحفية ا�تاحة دائما من خلال الخدمات