عندما كنت صغيرا ً، سألت جدي : ماذا تخبىء في صندوقك الخشبي يا جدي ؟ أجاب جدي : – كنز لا يقدر بثمن يا بني . ركضت الى الصندوق وفتحت غطاءه كي أرى ذلك الكنز الثمين ، خفق قلبي بقوة ، وركضت إلى جدي صائحاً : – لقد سرق اللصوص كنزك ، اقترب جدي من الصندوق ، فتح الغطاء ونظر إلى داخله ، ثم ابتسم قائلا : -لا يا بني ، -صحت بأعلى صوتي : ضحك الجدُ وقال : – وهل هناك يا بني شيءٌ في العالم أغلى من الكتاب وتراب الوطن ؟ قصة أخرى عن حب الوطن رحل مازن وعائلته عن ارضه ووطنه بسبب الحروب والقتل والدمار، وهاجر الاب بعائلته إلى أمريكا ، وأستقر هناك وعاش وألتحق مازن بالمدرسة، والأب بالعمل ، وكل شيء أصبح ذكرى في قلوبهم، ومع مرور السنوات ، وفي أحد الأيام طلب المعلم من التلاميذ بالصف رسم علم وطنهم الحبيب ” أمريكا ” ، رسم مازن العلم الأمريكي بفخر وذهب لوالده ليريه العلم وهو سعيد فخور بجنسيته الجديدة وأرضة الجديدة . نظر الأب بحزن شديد قائلا : ولكن أمريكا ليست وطنك يا ولدي فوطنك هناك بسوريا ، ليست هذه أرضنا ولا وطننا الحقيقي ، نظر الأب والحزن بادي على ملامحة قائلا أستمع يا ولدي إلى تلك القصة : كان ياما كان، كان هناك عصفورتان صغيرتان تعيشان في بقعة من أرض الحجاز قليلة الماء وشديدة الحر والهواء ، وفي أحد الأيام بينما كانت تتجاذبان أطراف الحديث وتشكيان لبعضهما صعوبة ظروف الحياة والحر و الجوع والمرض ، هبت عليهما نسمة ريح عليلة قوية وجميلة آتية من أرض اليمن، وعندما رأت نسمة الريح العصفورتين الجميلتين تقفان على غصن بسيط وحقير يابس مقفر من شجرة وحيدة في المنطقة، استغربت النسمة من أمرهما . عجبا لأمركما، فكيف تقبلان وأنتما بهذا الحسن والجمال وهذه الرقة الشديدة أن تعيشا في أرض مقفرة كهذه، لو شئتما أستطيع حملكما معي وأخذكما إلى اليمن من حيث جئت للتو، فهناك ستجدان مياه عذبة باردة طعمها ألذ من العسل، وستأكلان حبوبا تكاد لحلاوة طعمها أن تكون سكرا ، قالت العصفورة : يا نسمة الريح، وتنتقلين من أرض إلى أرض، نحن لا نبدل أرضا ولو كانت جنة على الأرض بوطننا الذي ننتمي إلية . نظر مازن إلى والده بحزن قائلا : وهل سنعود يوما إلى وطننا سوريا يا أبي ، وهنا رسم الاب علم سوريا لابنه ورسمه مازن في كراسة الرسم وذهب إلى مدرسته في اليوم التالي وعندما قال المعلم كل طفل يرفع رسمته ليرى علم وطنه، قصيدة عن الوطن وطني وراقصتُ نجومكَ وداعبتُ ترابك أشمُّ ولدي وأحضنُ جدّي وأعانقُ أمي وتهدأُ نفسي ويطيبُ عيشي وطني . أناها المجدُ الأبيّ لا وجود لي إلّا بكَ