حول الرقي الحضاري في جميع مجالات الحياة الفكرية، و الداعية إلى تقديس العلم, أين كان التفكير الكنسي(الديني) مسيطرا على حياة الفرد، و المحافظة على الاستقرار الفكري و الطبقي للمجتمع، و انتقلت من التفكير الميتافيزيقي اللاهوتي (فلسفي ديني) إلى التفكير العلمي. و يمكن تصنيف ظروف نشأة علم الاجتماع إلى عدة عوامل : لخص سان سيمون تفسيره لانهيار المجتمع الاقطاعي و صعود البرجوازية لعدة محصلات اجتماعية نمت و تطورت ابتداءا من القرن الحادي عشر ، التناقض بين الايديولوجيا الراسخة للمجتمع الاقطاعي و التقدم العلمي و الفلسفي الجديد ، بين الطبقات الاقطاعية و الطبقة الجديدة النامية في قلب النظام القديم ، وفي هذا الإطار يمكن الإشارة إلى مجموعة من التحولات الاجتماعية، الاقتصادية والسياسية التي ميزت تطور المجتمعات في القرن العشرين، والتي شكلت إطار تكوين الطلب الاجتماعي والمعرفة السوسيولوجية ونلخصها فيما يلي: · انهيار التوازن الاقتصادي والاجتماعي الكلاسيكي السائد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بعد انهيار الأنظمة الشيوعية وتكييف الأنظمة الرأسمالية وانتظام العالم تحت فكرة العولمة. · تقلص وتلاشي فعالية الإيديولوجيات الكلاسيكية في هيكلة العلاقات الاجتماعية في المجتمع الواحد أو في العلاقات بين المجتمعات، وقد تطور علم الاجتماع خاصة بعد الثورتين البارزتين في القرنين الثامن عشر و التاسع عشر وهما الثورة الفرنسية والثورة الصناعية لذلك عادة ما يقال عن علم الاجتماع أنه "وليد الثورات": · الثورة الفرنسية التركيز على حقوق الإنسان وعلى مفهوم المواطنة. ،وتعتبر هذه الثورة بمثابة"انقلاب سياسي بدأ بفرنسا ( 1789م) وأثّر في العالم كلّه، يختلف المؤرّخون في أسبابها فيرى بعضهم أنّها حركة عقليّة نشأت من حركة الاستنارة الحرّة في القرن 18 م، ويرى آخرون أنّها توطيد لسلطة البرجوازيّة ضد نظام اقتصادي واجتماعي متين وعتيق حيث تمثلت ايجابياتها في: (حق الملكية – التعلم – الانتخاب) v إلغاء الطبقة الدينية التي تمثل أكبر عائق للتفكير حيث كانت الكنيسة هي المسيطرة على حياة الفرد. v أما السلبيات فتمثلت في كون الحريات الفردية و الجماعية التي نادت بها الثورة الفرنسية أدت الى · الثورة الصناعية منها تحولات إيجابية وأخرى عادت بالسلب على النسيج الاجتماعي بمستوياته المختلفة، هذا ما جعل الحاجة إلى دراستها أمرًا ضروريًّا (المسألة الاجتماعية)، فالعبرة ليست في سبب ومصدر التغيير بل العبرة بحصول التغيير في حد ذاته ، لذلك الثورة الفرنسية تحمل مدلولا اجتماعيا سياسيا إيديولوجيا بينما الثورة الصناعية تحمل مدلولا اقتصاديا ماديا، لكن كليهما ينعكس على بنية و وظائف المجتمعات، مما يجعلها في قلب مواضيع السوسيولوجيا فالشرارات التي تحدث التغيير ليست إلا منطلقات لدراسة الظاهرة الاجتماعية، فهي عبارة عن فئة اجتماعية تشكّلت بخصائص مشتركة بفعل تطور وتحول آلات الإنتاج، جعلت الكثير من الأفراد يعملون بطريقة جديدة لم يعتادوها من قبل تتسم في الغالب بأداء وظائف مماثلة بتوقيت منتظم يتداولون عليه باستمرار، الشيء الذي أدى بطريقة عفوية لتشكّل وعي مشترك حول التحديات التي تواجه هاته الفئة من العمال والرهانات المشتركة والطموح في تحسين ظروف العمل وتحسين مستواهم المعيشي، فبمجرد التقائهم في حركات احتجاجية مشتركة تحول هذا التجمع إلى مؤشر عن تشكل وحدة اجتماعية جديدة بخصائص لم يسبق التعامل معها من قبل، مما يستدعي بالضرورة البحث عن تفسير هذا الحراك لمحاولة تأطيره واحتوائه من جهة ودعمه وتطويره من جهة أخرى،