ماهية علم الاجتماع الاقتصادي واهدافه ومشكلاته أ. مقدمة تمهيدية علم الاجتماع الاقتصادي هو فرع مهم من فروع علم الاجتماع، تمكن من تحقيق الاستقلالية والوقوف على قدميه كأي من تخصصات علم الاجتماع كعلم الاجتماع الحضري وعلم الاجتماع السياسي وعلم الاجتماع الريفي وعلم اجتماع المعرفة وعلم الاجتماع التربوي وعلم الاجتماع العسكري وعلم الاجتماع الديني وعلم الاجتماع القانوني خلال النصف الأول من هذا القرن (1) . كما ان استقلالية العلم وارتفاع مكانته الاكاديمية وتكامل موضوعاته الاساسية لم تظهر الى السطح الا بعد نضوج وارتقاء مناهجه الدراسية والبحثية وزيادة عدد اساتذته وباحثيه وانتشار ابحاثه ومؤلفاته ودراساته وادبياته في كل مكان، وفتح اقسام علمية متخصصة بالموضوع في الجامعات العربية والاشتراكية واخيرا استحداث كورسات نظرية وتطبيقية متخصصة في الموضوع في اقسام الاجتماع والاقتصاد والسياسة وعلم النفس في العديد من جامعات العالم الرصينة (٢) . ومن الجدير بالذكر هنا بان استقلالية علم الاجتماع الاقتصادي عن علم الاجتماع وعلم الاقتصاد ترجع الى عدة اسباب مهمة في مقدمتها : ومثل هذا التفرع والتشعب الذي مر به العلمان جعلهما غير قادرين على دراسة الظواهر والتفاعلات الاجتماعية والاقتصادية في آن واحد (۳) فعلم الاجتماع يدرس ويتخصص في الظواهر الاجتماعية وعلم الاقتصاد يدرس ويتخصص في الظواهر الاقتصادية الأمر الذي حدا بالعلماء والمتخصصين إلى استحداث علم جديد هو علم الاجتماع الاقتصادي Economic) (Sociology لدراسة الظواهر الاجتماعية والاقتصادية في آن واحد (1) . عجز عالم الاجتماع واخفاقه في معرفة الاسس الاقتصادية والمادية للكثير من الظواهر والتصيرات الاجتماعية كالمنافسة والتعاون والصراع والوفاق والمركزية واللامركزية والبطالة والفقر والجريمة والانتحار والطلاق وجنوح الاحداث كما أن اخفاقات الكثير من علماء الاقتصاد في معرفة الاسباب والدوافع الاجتماعية التي تكمن خلف مظاهر السلوك الاقتصادي كالتنمية والتصنيع والتضخم والبطالة والاضرابات العمالية والاستهلاك المظهري والاحتكار وسلوك السوق. الخ قد ادت الى ظهور علم الاجتماع الاقتصادي لدراسة أسس وقواعد السلوك الاجتماعي والاقتصادي (٥) . ميل الفيزيولوجيا الاجتماعية الى تجزئة وتقسيم موضوعاتها الى فروع و تخصصات دقيقة تابعة لعلم الاجتماع (1) فالمؤسسات الاقتصادية والمؤسسات الدينية والمؤسسات السياسية والمؤسسات العائلية والمؤسسات العسكرية والمؤسسات التربوية التي تشكل مادة الفيزيولوجيا الاجتماعية تقوم بدراستها علوم متخصصة تابعة لعلم الاجتماع، كقيام علم الاجتماع الاقتصادي بدراسة المؤسسات الاقتصادية دراسة اجتماعية وقيام علم الاجتماع السياسي بدراسة المؤسسات السياسية دراسة اجتماعية وقيام علم كل هذه العوامل والمتغيرات ادت الى استقلالية علم الاجتماع الاقتصادي عن علمي الاجتماع والاقتصاد ان هذه الدراسة تهدف إلى شرح وتحليل ثلاثة محاور اساسية هي ماهية او مفاهيم علم الاتماع الاقتصادي واهداف علم الاجتماع الاقتصادي ومشكلاته النظرية والتطبيقية والمنهجية ، والان نود دراسة وتحليل هذه الموضوعات بالتفصيل . ب ماهية علم الاجتماع الاقتصادي لذا يحتل علم الاجتماع الاقتصادي مركزا وسيطا بين الاجتماع والاقتصاد، ذلك انه من خلال هذا المركز يستطيع النظر الى الظواهر والتفاعلات الاجتماعية نظرة اقتصادية ويستطيع النظر الى الظواهر والتفاعلات الاقتصادية نظرة اجتماعية (۸) ، الخ (1) . كما أن السلوك الاجتماعي ما ينطوي عليه من عمليات وتفاعلات وظواهر غالبا ما يرتكز على اسس وقواعد اقتصادية ومادية كما يخبرنا ماركس (۱۰) . أما التعريف الثاني لعلم الاجتماع الاقتصادي فهو تعريف البروفسور يوجين شنايدر الذي ينص على انه العلم الذي يدرس المؤسسات والنظم الاقتصادية كالمصانع والمزارع والتعاونيات الانتاجية والاستهلاكية والمصارف وشركات التأمين والمخازن التجارية دراسة اجتماعية علمية (١٢). الخ (١٣) . فالبروتستانتية الكالفينية هي حركة دينية اصلاحية قام بها كل الإيمان باخلاقية المذهب البروتستانتي المسيحي الشخص المقرب الى الله هو العصامي الذي لا يبذر امواله ويحافظ عليهم ويستثمرها في المشاريع الاقتصادية ذات النفع العام (۱۲) . يعتقد ماكس فيبر بأن المباديء والافكار البروتستانتية - الكالفينية هي التي ادت الى ظهور وانتشار واستقرار الرأسمالية كنظام اقتصادي في اوربا خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر (۱۹) . بل درس ايض الآثار الاقتصادية والاجتماعية للرأسمالية كما انعكست على المجتمع الأوربي بعد القرن السابع عشر ولغاية القرن العشرين فالرأسمالية كنظام اقتصادي قد أفرزت الآثار الاقتصادية التالية: