تتناول هذه الدراسة مناهج البحث في العلوم الإنسانية، مُسلطةً الضوء على أزمة المنهج فيها. فقد أدى رفض العديد من الباحثين تطبيق منهج علمي مشابه للعلوم الطبيعية – بسبب اعتقادهم بأنّ موضوعات العلوم الإنسانية لا تخضع للملاحظة أو التجريب – إلى تشتت المنهج. حاول الوضعيون حلّ هذه الأزمة بإخضاع العلوم الإنسانية لمنهج العلوم الطبيعية، لكنّ محاولات تحويل الإنسان إلى أرقام كمية فشلت. لذا، اقترحت الدراسة مناهج بديلة، منها: المنهج التاريخي الذي يهدف إلى تفسير الأحداث الماضية واستخلاص دروس منها، والمنهج الوصفي (المسحي) الذي يعتمد على الملاحظة والوصف الإحصائي، والذي يتضمن دراسة الحالة والتحليل الوثائقي. كما تناولت الدراسة مناهج أخرى كالمقارن، الذي يقارن بين قوانين أو أنظمة مختلفة للوصول إلى الحلول الأمثل، والمنهج السيميائي الذي يُحلل النصوص ودلالاتها. أخيرًا، ذكرت الدراسة مناهجًا أخرى مثل التحليلي، والذي يُحلل المفاهيم والأفكار، بالإضافة إلى المناهج الاستقصائية، الإثنوغرافية، والتجريبية في أبحاث المكتبات وعلوم المعلومات.