بدأت قصة حب قيس للبنى عندما كان قيس بن ذريح مشغولًا ببعض الأعمال في يوم شديد الحر، وكان أن ظهرتْ له لبنى -الفتاة الجميلة ذات القامة الممشوقة والوجه الحسن، وبعد جهد جهيد من قيس في محاولة إخفاء هذا الحب، وبعدها صرح للبنى عما في قلبه، وبعد أن طلب من والده أن يتزوج بلبنى، وطلب منه أن يتركها ويتزوج بإحدى بنات عمه، وعندما التجأ مجنون لبنى إلى والدته لتقنع والده بالزَّواج من لبنى، فالتجأ إلى الحسين بن علي وطلب منه المساعدة، وذهب الحسين وتمكن من إقناع والد قيس بهذا الزواج. ١] لم تلبث أن تقر عين قيس ولبنى بهذا الزواج، ولا سيَّما بعد أن علم والد قيس بن ذريح أن لبنى لا تنجب الأولاد، فأقسم يمينًا على ابنه قيس ألا يدخل دارهم إلا ولبنى طالق، وذلك اليمين كان بعد محاولات سابقة في إقناعه بالانفصال عن لبنى دون موافقته على ذلك؛ ولكن خاف من غضب أبيه ففعل ما أمره به، وبعد أن طلق قيس لبنى وأنهت فترة العدة، ذهب إلى أهلها ليطمئن عنها فمنعوه، ولما رحلتْ أنشدَ قائلًا: وإنِّي لمُفنٍ دمعَ عينيَ بالبكا حِذارَ الذي قد كانَ أو هو كائنُ وقالوا: غدًا أو بعد ذاكَ بِليْلةٍ فراقُ حبيبٍ لم يبِنْ وهْوَ بائِنُ[٣] وعندها قيس أصيب بمرض شديد، وشعر والده بالنَّدم على ما فعله بابنه، وبعد إصرار أهله أن يتزوج بها، وهي التي كانت ترفض كلَّ من يطلبها أملًا بأن تعود إلى محبوبها، وعندها وافقت على الزواج بأحد أقاربها الذي كان قد تقدم لها بعد طلاقها. ١] وبعد كل هذه الأحداث حصل لقاء بين قيس ولبنى، أو يطلقها وتعود لقيس بن ذريح، ولكنها لم تتمكن من العودة لقيس بن ذريح؛ لأنَّ المنية وافتها قبل أن تعود له وتداوي آهات الفراق التي ألمّت بها، ولما عاد إليه بيته أنشد قائلًا: عِيدَ قيسٌ من حبِّ لُبنى ولُبنى داء قيسٍ والحبُّ صعبٌ شديدُ[٤] وما لبث أن يقوى جسد قيس حتَّى وصله خبر وفاة لبنى،