يمكننا تناول المحاور بعمق أكبر، وتحديات عملية تواجه العلمية في هذه العلوم. --- مقدمة موسعة تعتبر العلمية من السمات الأساسية التي تسعى إليها مختلف المجالات المعرفية. محاولة التزامها بمعايير العلمية كما في العلوم الطبيعية، الاجتماعية، والتاريخية. --- --- تحليل الإشكالية (توسيع النقاط) 1. إمكانية العلمية في العلوم الإنسانية: الاقتباس من العلوم الطبيعية: سعى كثير من علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا إلى استلهام مناهج العلوم الطبيعية. إميل دوركايم، مما أضفى طابعًا علميًا على دراسته. حيث يتم اختبار الفرضيات على عينات كبيرة وتحليل البيانات بدقة. --- 2. نقد العلمية في العلوم الإنسانية: التأثير الذاتي للباحث: في العلوم الإنسانية، مما يجعل من الصعب فصل الذات عن الموضوع. على سبيل المثال، فإن موروثه الثقافي قد يؤثر على استنتاجاته. لا يمكن إعادة إنتاج الظواهر الإنسانية في المختبر بنفس الطريقة التي تحدث في العلوم الطبيعية. مما يجعلها فريدة وغير قابلة للتكرار. أهمية الفهم (الهيرمينوطيقا): بل بفهمها من الداخل، مثلًا، --- 3. مناهج التوفيق بين العلمية والإنسانية: التداخل بين المناهج: تطورت مناهج جديدة تجمع بين الكمي والنوعي. في علم النفس، يتم استخدام الاختبارات النفسية (كمي) بالتزامن مع دراسة الحالات الفردية (نوعي). في علم الاجتماع، يتم الجمع بين التحليل الإحصائي والاستقصاءات الميدانية لفهم ديناميكيات الجماعات. المقاربة البنيوية: حيث تسعى البنيوية إلى فهم الأنماط الثابتة في الثقافة والسلوك. استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي: مثلًا، تحليل النصوص الضخمة باستخدام تقنيات التعلم الآلي يمكن أن يقدم فهمًا جديدًا للأفكار السائدة في المجتمعات. --- أمثلة عملية لتوضيح الإشكالية 1. علم الاجتماع: عندما درس دوركايم "الانتحار"، حاول قياسه كظاهرة اجتماعية، متجاهلًا التأثيرات الفردية التي قد تكون أكثر تعقيدًا من التفسيرات العلمية البسيطة. 2. علم النفس: المدارس السلوكية (مثل مدرسة واطسون وسكينر) حاولت دراسة الإنسان كما يُدرس الحيوان، لكن هذا النهج واجه نقدًا شديدًا بسبب إهماله للعوامل الذاتية والمعنوية. يعتمد الاقتصاد الكلاسيكي على افتراضات "العقلانية" البشرية، لكن الاقتصاد السلوكي كشف عن عدم واقعية هذه الفرضيات،