ورغم الهجرة التي شهدتها العقر في الفترة الماضية من قبل ساكنيها إلا أن مبادرات إحياء هذه الحارة بمكوناتها التاريخية لاقت الكثير من التجاوب خاصة من قبل شركة بوارق نزوى الدولية للاستثمار من خلال تبني بعض المشاريع والاستفادة من البيوت الأثرية وتحويلها إلى نزل تراثية ـ سياحية والتي تم تنفيذها دون المساس بتفاصيل الحارة العمانية القديمة وبالشكل الذي لا يؤثر على تلك المعالم والبيوت من حيث طابعها التقليدي ومكوناتها الأثرية والتقليدية القديمة. حول مشروع نزل نـزوى التراثية كان لـ (الوطن) زيارة لهذا المشروع والتقينا مع زاهر بن سليمان بن عيسى الزكواني مدير عام بوارق نزوى الدولية للاستثمار الذي حدثنا عن المشروع قائلا : أتت فكرة مشروع نزل نـزوى التراثية من إيمان وقناعة مجلس إدارة شركة بوارق نـزوى الدولية للاستثمار الشركة الأهلية بولاية نـزوى بأهمية تقديم منتج سياحي جديد للقطاع السياحي في السلطنة وكذلك لإحياء الحارات العمانية والمحافظة عليها من الاندثار ولإبراز التاريخ العماني المجيد والاستفادة منها عمليا وماديا. وتحظى حارة العقر بميزة موقعها الجغرافي كونها تقع في قلب مدينة نـزوى التي تحتضن أهم المعالم التاريخية على مستوى السلطنة وهي قلعة نـزوى الشهباء وحصنها المعلم الشهير على مستوى العالم ومسجد شواذنة الذي يعد ثاني أقدم مسجد في عمان بعد مسجد الصحابي الجليل مازن بن غضوبة بولاية سمائل بالإضافة لقربها من الأسواق المحلية وسوق نـزوى المركزي والخدمات الأخرى. الذي شع منها نور العلم والعدل وكانت ضمن الحارات العمانية والنزوانية في مد قوة التجارة العمانية التي نشرت الإسلام وتعاليمه السمحة في مختلف أرجاء المعمورة. وأضاف الزكواني : قوبلت فكرة المشروع بالترحيب من قبل الأهالي القاطنين في الحارة وكذلك الحال بالنسبة لمالكي البيوت حيث إن لديهم قناعة بأهمية المحافظة على مكونات الحارة من الاندثار ولتاريخ الحارة، وكذلك لتقليل سوء استخدام ما تبقى من بيوت ساكنيها من الأيدي العاملة الوافدة ، وقد نال المشروع التجاوب الجميل من قبلهم جميعا ، وأشار الزكواني إلى أن من أهم أهداف المشروع الرئيسية هو بث الشعور لدى المواطنين من مالكي البيوت بضرورة الاهتمام بها وترميمها وتأهيلها للاستفادة منها قدر المستطاع وهذا ما نراه جليا في توجه البعض في هذا الشأن ، كما أنه ولله الحمد بدأ هذا الإحساس والشعور في الانتشار على مستوى السلطنة وندعو الله بالتوفيق للجميع. ويتكون المشروع من : أربعة بيوت مهيأة للسكن تحتوي على 20 غرفة نوم تناسب كافة النزلاء من الأفراد أو الأسر أو المجموعات بطاقة استيعابية (42) سريرا في نفس الوقت ، مع بعض الصالات المختلفة المساحات التي يمكن استخدامها للجلوس أو تناول الطعام ، كل هذه الغرف بها دورات المياه والمسابح الخاصة بها ومعظمها به خدمات ملحقة به مباشرة، وعدد بسيط منها يقع خارجا عنه ولكن في نفس الطابق وعلى بعد مسافة قصيرة جدا تصل لمترين فقط. بجانب ذلك يوجد مكتب إداري يعمل به شباب عمانيون مجهز لخدمة العملاء والنزل على مدار 24 ساعة. وعن الصعوبات والتحديات التي تواجه المشروع أوضح زاهر الزكواني قائلا: نعم هناك صعوبات وتحديات واجهتنا ومنها البيروقراطية والبطء الشديد في تخليص وإنهاء مختلف الإجراءات الخاصة بالمشروع والكلفة العالية في أسعار الشركات المتخصصة في أعمال الترميم وندرة الأشخاص المتخصصين في هذا المجال وصعوبة الحصول وشراء بعض المستلزمات المناسبة للمشروع وتكلفتها العالية ونقص بعض الخدمات الأساسية في الحارات القديمة أو تقادمها وتحفظ بعض الأهالي في بيع أو استثمار بيوتهم التي تخدم المشروع بطريقة أفضل عمليا. وأشار إلى أنه بالرغم من حداثة هذا المشروع إلا أن نسبة الإقبال عليه جيدة جدا خاصة بعد أن تم وضعه في مواقع الحجوزات العالمية،