قتربت الشمس من البحر تأهبت ميرة لانجاز اعمالها. وقبل الرحيل الى منازل الصيف. لتفترش الحصير في صحن البيت، وبالقرب منه تغرز علبة الصفيح في الرمل، وما تنسى ان تضع بين طيات الفراش المذياع الذي ابتاعه زوجها من الكويت حتى لا تصل اليه اجساد الصبية وهم يتعاركون في اثناء غيابها. سأغمسها في الشحم وسأضعها في شروخ البوم وتشققاته سيندم. قم واصطد لنا بعضا من السمك- اتفقت مع يوسف على ذلك، سترين حين تستعر النار، يقول كلاما غير مفهوم-نحن نفهمه- لا تخافي على ولديك، وصل عبدالله مع والدته متاخراً، ولكن بوم حسين لم يصل بعد، غادرت المرأتان إلى عمتهما، ومكث الصغير مع ابيه خادم، وهي تلحف الارض بصبر جميل، ويصدر من عادات ابن زاهر عندها يسرح بفكره، صوتا يشبه زقزقه العصافير. نظر الى النجوم المتلألئة، وقال كلاما في سره تعلمه من احدهم في البحرين: المجد للفقراء. واستمر يصدّر زقزقة العصافير وهن يشفط ماتبقى من سمك العشاء بين اسنانه، ثم يقذفها الى الارض البراح مد ساقيه واخذ يفرش ماتغضن من ازاره داخل حضنه عليهما. كانت بقية من نعاس تداعب الصغير وبقية من هموم طفحت على صدر الكبير، اخذ يسعل تحت الضياء الواهن بينما ظل الصغير يراقب تصرفاته استلقى على ظهره وتجشأ بصوت مسموع ثم قال : تأخر الولدان وظل يتابع ابن زاهر في صمت عميق،