إن موقف التجريبين من الخيال يبقى أمينا لمبادئهم الأساسية فالمدركات الحسية تترك أثرا في جهازنا العصبي بعد غيابها عن مجال حواسنا، وهذا يعني أن الأشياء التي تدركها بيصرنا تبقى في الخيال على شكل صور تخزن في مكان ما في جهازنا العصبي. ولكن هذه الصور أو النسخة الباقية مما أدركناه ليست سوى خيالات للمحسوسات أي إنها أقل وضوحا من المحسوسات نفسها وأضعف. فلا مكان للصور عند حضور الأشياء نفسها أمام حواسنا، للأصل باختصار، تحفظ بقايا المدركات الحسية على شكل صور في أذهاننا كما تحفظ الصور الفوتوغرافية في الألبوم، هنا يبدأ دور الخيال من خلال استعادة الصور المخزنة . يستعيد الخيال الصور المحزنة ويتعامل معها بطرق متعددة - يمكن للخيال أن يستعيد صورة مخزنة في الذهن، كما يمكن استعادة صورة الأم المسافرة أو الوالد السعيد أو الحبيب الغائب، ويسمى هذا النوع بالخيال البسيط أو الخيال المستعيد. كما يمكن للخيال استعادة صور متعددة فيدمجها مع بعضها البعض مازجا بعض الأجزاء من كل منها وبذلك تحصل من خلال هذه العملية على صور جديدة مركبة كصورة الفنطوروس وهو عبارة عن كائن خرافي مكون من رأس انسان وجسم حصان وأجنحة طائر وهذا النوع من الخيال يسمى بالخيال المركب أو الخيال المبدع والخلاق وهنالك نوع آخر من الخيال المركب وهو يظهر عندما تنسب أعمال إنسان إلى إنسان آخر، هرقل إلى أنفسنا وهو ما يحدث أثناء قراءة الروايات والقصص يذهب بعض التجريبيين إلى اعتبار أحلام اليقظة وأحلام النوم من عمل الخيال ولكن بطريقة عشوائية بالنسبة للتجريبيين، أن فاعلية وقوة الخيال ترتكران على كمية الصور المحزنة في الذهن، كما أن قدرته على تركيب الصور ( الابتكار) تصبح أكبر وأوسع.