الاتجا المؤسسي: ينظر أصيحاب هذا الاتجاه إلى الأسيرة كمؤسسة تقوم بوظائف تتكامل مع مؤسسات المجتمع، من رواد هذا الاتجاه: النظرية الدورية عند كارل زيمرمان : يعتبر كارل زيمرمان Carl Zimmer man أول من دعم هذه النظرية في كتابة " الأسيرة والحضارة " وقيد اعتمد في تدعيم نظريته على مادة تطويرية مقارنة اسييييييتقاهما من المجتمعات المختلفة المتقدمة وقد وجد زيمرمان من خلال تتبعه لتاريخ الغرب ثلاثة نماذج أسييييرية وهي: نموذج أسييييرة الوصيييياية . والأسرة النواة The Domestic Family ونموذج الأسرة العائلية The Trustee Family وتشتق " أسرة الوصاية " من الحقيقة القائلة بأن الأعضاء لا ينُظر إليهم كأعضاء في الأسرة بل كأوصياء على اسمها وأملاكها ونسبها وتعتبر في حد ذاتها " خالدة " بغض النظر عن وجود الأفراد ، وإلى جانب درجة عالية من "الأسرية " فليس هناك أي تصور لحقوق الأفراد أو أي تساؤل عن رفاهية الفرد ترتبط برفاهية الأسرة كجماعة . 33 وأسرة الوصاية لها سلطة كبيرة على أفرادها، وتستمد سلطة الزوج – أو الأب المُطْلَقَة من كونها قوة منبعثة من دوره كوصي على الأسرة ومن تحمله مسئوليتها، وتنظيم الأسر في عشائر لتكون الدولة في نهاية الأمر، وعند تشكيل الحكومة فإنها لا تتدخل في شئون الأسرة إلا نادرا. يأتي بعد ذلك في سلم تطور نظام الأسرة "الأسرة العائلية" وهي نوع متطور أو مشتق من أسرة الوصاية حيث تضعف سيطرة الأسرة على أفرادها وتزداد سلطة الدولة التي تحد من حق الأسرة في معاقبة أفرادها، وتهيم الظروف لممارسة الحقوق الفردية لكي يتمكن أعضاء الأسرة من مواجهة سلطتها.أما "الأسرة النواة " فهي على النقيض من النوع الأول حيث حلت الفردية محل الأسرية ، وتناقصت قوة الأسرة وسلطتها إلى الحد الأدنى، وأصبحت الدولة أساس منظمة أفراد ، وإذا كانت التضحية بالنفس في سبيل أهداف الجماعة من السمات المميزة لأسرة الوصايا ، فإن مذهب النفعية أو اللذة هو ما يميز أسرة النواة ، وقد أصبح الزواج عقداً مدنيا، ليست له القدسية التي كانت في الماضي مما جعل الطلاق أمرا شائعا، وهذا إلى جانب أدلة أخرى على تفشي الفردية مثل الحركات النسائية وعدم الرغبة في الإنجاب ومشاكل الشباب ، وكثير من الاضطرابات التي ترتبط بحياة الأسرة عامة ، ويرى زيمرمان أن الأسرة النواة فقدت المقدرة على إنجاز وظائف الأسرة الضرورية، ولم يعد بإمكانها إرضاء المتطلبات المتزايدة للفردية . 34 وأخيرا يعتقد زيمرمان أن ظهور الأسرة النواة كان عاملا مصاحباً لتصدع أركان الحياة الاجتماعية، والذي يتمثل في اختلال الانسجام والتوافق في الزواج وانتشار الزنا وسوء استعمال الجنس وسهولة الطلاق،