تحولت روسيا القيصرية إلى إتحاد سوفياتي وأسس بها نظام اشتراكي يفعل نجاح ثورة 1917م ، وفي نفس الوقت تأزمت أوضاع الدول الأوربية ذات الأنظمة الديمقراطية الليبرالية عقب نهاية الحرب العالمية الأولى. فما هي أهم مراحل الثورة الروسية وما عوامل اندلاعها ؟ وكيف تم بناء وترسيخ النظام الاشتراكي للإتحاد السوفياتي ؟ ثم این تجلت أزمات الديمقراطيات الليبرالية ؟ اندلعت الثورة الروسية سنة 1917م تزامنا مع الحرب العالمية الأولى ومرت عبر مرحلتين أساسيتين؛ مما جعلها تقرر مواصلة الحرب إلى جانب دول الوفاق. أما المرحلة الثانية فسميت " ثورة أكتوبر" أو " ثورة البلاشفة" نسبة إلى الحزب العمالي البلشفي الذي تزعمها واستطاع أن يرغم الحكومة المؤقتة على التنحي عن الحكم بسبب ضعف قدرتها في تسيير شؤون البلاد. وقد ارتبطت الثورة الروسية عموما بعدة عوامل: كان على رأسها إقدام القيصر "نيكولا الثاني " ( حكم مابين 1898 - 1917م ) على حل مجلس الدوما (أي مجلس النواب الروسي) الذي اعتبر أهم مكتسبات ثورة 1905م من أجل تقوية استبداده بالسلطة، بالإضافة إلى تضرر الأوضاع العامة للبلاد جراء مشاركتها في الحرب العالمية دون استعداد . القائم على منح السلطة للعمال (أي الطبقة البروليتارية) والتسيير الجماعي لدوالب الاقتصاد، فأعتمد لينين على إجراءات "شيوعية الحرب" عبر تسخير كل مؤهلات البلاد لتحقيق الانتصار. وبعد انتهاء خطر الحرب الأهلية على إثر هزيمة الجيش الأبيض الموالي للمعارضة؛ بالإضافة إلى استقطاب الرساميل الأجنبية والتراجع عن تأميم المقاولات الصغرى، وتمت تقوية النظام الروسي عبر إعادة توحيد البلاد على أسس جديدة تراعي تنوع قومياتها؛ وسخر قدراته ومؤهلات بلاده لتقوية وترسيخ النظام الاشتراكي، معتمدا في ذلك على "سياسة التخطيط" القائمة على إطلاق المشاريع الخماسية (أي مشاريع يتم إنجازها خلال 5 سنوات) الهادفة إلى تحويل اقتصاد الإتحاد السوفياتي من التوجه الفلاحي إلى التوجه الصناعي، وكذلك السيارات والمواد الكيماوية، كما جعل بلاده تتصدر دول العالم في ما يخص إنتاج الطاقة الكهربائية. وموازاة مع هذه الإنجازات اصدر دستورا للبلاد سنة 1936م أقر ملكية الدولة لوسائل الإنتاج، وتزامنا مع هذا التحول الذي شهدته روسيا تعرضت الدول الرأسمالية من قبيل إيطاليا وفرنسا لأزمات سياسية واجتماعية؛