اللغة هي إحدى الركائز األساسية الستقالل أية أمة ، فال تستقل أمة دون أن تكون لغتها قوية ، فهي صورة الفكر والثقافة والحضارة . ولغتنا العربية الجميلة هي لغة القرآن الكريم ، أعظم اللغات وأعالها قيمة ، كّرمها هللا تعالى بأن جعلها فقد نزل كالم هللا بلسان عربي مبين ، واللغة مقياس تقدم األمم ونهضتها ، فعندما نريد أن نقيس تقدم دولة من الدول ننظر إلى لغتها ، لغتها قوية استتبع ذلك قوة هذه األمة ، فإذا كانت لغة قوم مهملة ضعيفة فاعلم أنهم في قاع التخلف قابعون . وقد اشتملت لغتنا العربية الجميلة على خصائص لغوية ال تعرفها اللغات األخرى من نحت واشتقاق وكثرة مرادفات وغيرها من الخصائص اللغوية اللغوية الفريدة ، لذلك ُعدت لغتنا من أقوى اللغات وأثبتها مكانا . وقد اهتم القدماء من أجدادنا العظام بهذه اللغة ، فأقاموا المؤتمرات العلمية واألدبية من أجل الحفاظ عليها ، وكانت العربية في زمانهم شامخة قوية . لكن األجيال الالحقة ضيعت هذه العظمة التي تستحقها لغتنا ، لقد أهمل المحدثون لغتهم وخلطوا بينها وبين ولقد وصل األمر إلى احتقار البعض لهذه اللغة ، فالمستعمرون قد عرفوا أن مصدر فخر هذه األمة وسبب تقدمها دينها ولغتها ، عملوا بكل وسيلة من أجل إضعاف دين هذه األمة ولغتها ، ووجد المستعمرون نفرا من بني عروبتنا يساعدهم في هدم لغتنا وإضعافها ، وللحقيقة أقول : إننا جميعا شاركنا في إضعاف لغتنا الجميلة . فإذا أردنا النهوض مرة أخرى والقيام من عثرتنا فعلينا الرجوع مرة أخرى إلى هذه اللغة الجميلة الراقية فهل بعد قول هللا تعالى قول حين أنزل في قرآنه " إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون " . وصدق حافظ إبراهيم وهو يقول :