‏ وسيادة مبدأ‏:‏ دين بلا سياسة، ثم يتحدث عن صنيع العلمانية بالحياة الدينية في أوربا، وكيف حولت معتقدات المسيحية إلى مفاهيم دنيوية، وقدمت الحداثة باعتبارها دينًا دنيويًّا، وزالت أهمية الدين كسلطة عامة تضفي الشرعية على القانون والنظام والسياسة والتربية والتعليم، بعد أن أصابت المسيحية بالإعياء؛ ففقد الإنسان -في الغرب العلماني- النجم الذي كان يهديه. بعد أن ضاعت طمأنينة الإيمان الديني، والعلماء بلا قلوب! التي أخذت تتمدد في هذا الفراغ -من التنجيم- إلى عبادة القوى الخفية والخارقة. إلى الاعتقاد بالأشباح وطقوس الهنود الحمر. هكذا صوَّر القس الألماني -عالم الاجتماع- الواقع الذي صنعته العلمانية بالمجتمعات الأوربية والإنسان الغربي. الذي أصبح خبراؤه بلا روح، ويكفي أن نشير إلى: - أن الذين يؤمنون بوجود إله في أوربا -حتى ولو لم يعبدوه- هم أقل من 14% من الأوربيين! وفي استطلاع أجرته مؤسسة جالوب 2005م ظهر أن 74% من الكاثوليك يتصرفون -في المسائل الأخلاقية- على عكس تعاليم الكنيسة، - وفي ألمانيا توقف القداس في ثلث كنائس إبرشية أيسن؛