عنوان الكتاب باللغة العربية: تاريخ فلسطين الحديث اسم المؤلف باللغة العربية: د. عدد صفحات الكتاب: 408 وهي التي تشكل القضية المركزية المصيرية للأمة العربية، وتشكل دراسة التاريخ الفلسطيني أهمية كبيرة في إدراك هذا الواقع، وفي تحفيز العرب للنضال والتقدم، وتكمن أهمية هذا الكتاب في إبراز نضال الشعب الفلسطيني عبر أكثر من نصف قرن، إضافة إلى المعلومات التاريخية العربية. ويستعرض الكتاب تاريخ فلسطين الحديث، من عام 1881 ألف و ثمانمائة وواحد وثمانين حتى عام 1939 ألف وتسعمائة وتسعة وثلاثين. شهدت فلسطين صراعات كبيرة على أرضها منذ القديم. دخل إلى فلسطين أعداد كبيرة من العرب الساميين المعروفين باسم: الأمورية الكنعانية. واستقر الأموريون داخل بلاد الشام وفي جنوبها الشرقي، وهو أقدم اسم عرفت به فلسطين. وفي عام 1805 ق. م ألف وثمانمائة وخمسة قبل الميلاد هاجر النبي إبراهيم إلى بلاد الشام، واستقر في مدينة نابلس. وبسبب القحط اضطر يعقوب وأولاده النزوح من أرض كنعان إلى مصر عام 1656 ق. اضطر اليهود للخروج من مصر بقيادة موسى بسبب الاضطهاد الشديد من قبل الفراعنة. وفي عام 1191 ق. وهو ما يشير إلى أن اليهود لم يتمكنوا من إحكام السيطرة على كامل فلسطين في أي مرحلة من مراحل تاريخ وجودهم فيها. وفي عام 586 ق. م خمسمائة وستة وثمانين قبل الميلاد، والسيطرة على القدس، لكن اليهود تمكنوا من العودة إلى فلسطين بعد أن سيطر الفرس على بابل عام 539 ق. م خمسمائة وتسعة وثلاثين، وفي عام 37 ق. تمكن الرومان من السيطرة على فلسطين وتعيين هيرودس (Herodus) ملكا عليها. لكن الدعوة النصرانية لقيت مقاومة شديدة من اليهود ومن الرومان كذلك حتى مطلع القرن الرابع الميلادي حين تنصر الإمبراطور قسطنطين (Constantine)، لكن بالرغم من ذلك قام اليهود بالثورة ضد الرومان عام 66م ستة وستين لاستعادة الدولة اليهودية المستقلة، لكن الإمبراطور الروماني طيطوس (Titus) تمكن من سحقها عام 70 م سبعين.   وفي عام 132م مئة واثنين وثلاثين قامت ثورة يهودية أخرى، تم سحقها عن طريق الإمبراطور الروماني هارديان (Hadrian) عام 135م مئة وخمسة وثلاثين، وفي عام 636 م ستمائة وستة وثلاثين تمكن العرب المسلمون من الدخول إلى القدس، وفي القرن الثامن عشر ومع الثورة الصناعية التي شهدتها أوروبا الغربية لم يعد لليهود أي دور اقتصادي، إذ برزت الصناعة الرأسمالية في روسيا وبولندا، فأبعد اليهود عن الساحة التجارية، وتمت معاملتهم بقسوة شديدة. وقد وقع الاختيار على فلسطين لإنشاء هذه الدولة، إضافة إلى رغبتهم بتقسيم العرب ومنعهم من إنشاء دولة عربية مستقلة. وقد أعلنت بريطانيا حمايتها لليهود، وفي مطلع ستينيات القرن التاسع عشر أخذ بعض المفكرين اليهود بالدعوة للعودة إلى فلسطين واستعمارها. وتمكن تيودور هرتزل (Theodor Herzl) المفكر الصهيوني من عقد المؤتمر الصهيوني في مدينة بازل (Basel) السويسرية عام 1897 ألف وثمانمائة وسبعة وتسعين. وقد أكد هرتزل (Herzl) على أن المشكلة اليهودية هي مشكلة قومية تحتم على الدول الكبرى حلها بإيجاد دولة مستقلة لليهود، وليست مشكلة اجتماعية أو دينية يتم حلها عن طريق اندماج وتقبل اليهود في دول العالم. وقد توصل المؤتمر الصهيوني إلى وضع هدف واضح للحركة الصهيونية، وفي عام 1904 ألف وتسعمائة وأربعة مات هرتزل (Herzl)، وانعقد المؤتمر الصهيوني السابع عام 1905 ألف وتسعمائة وخمسة، وتوصل الصهاينة إلى أن لا بديل لليهود عن فلسطين، وبدأوا باتخاذ خطوات فعلية بجلب المهاجرين اليهود إلى فلسطين والاستيلاء عليها تدريجيا دون انتظار الموافقة الدولية، وقد وعى العرب لخطر الهجرة اليهودية والحركة الصهيونية، فتصدوا لها بكل قوتهم. الفصل الثاني: المقاومة العربية الفلسطينية قبل الحرب العالمية الأولى. وطالبوا بالاستقلال التام. كانت فلسطين في عام 1882 ألف وثمانمائة واثنين وثمانين تابعة للإمبراطورية العثمانية، وهو العام الذي بدأت فيه الهجرة اليهودية الأولى. إذ احتكر عدد من العائلات الفلسطينية مساحات واسعة من الأراضي وقاموا باستغلال الفلاحيين استغلالا كبيرا تحت رضا الحكومة التي كانت تحقق مكاسب من هذه العائلات. وبتلك الطريقة تمكنت العائلات الغنية في بيروت من الحصول على أخصب الأراضي الفلسطينية. وقد شهد القرن التاسع عشر احتكاكا حضاريا بين الغرب والدول العربية أسهم في زيادة الوعي العربي، فمع الحملة الفرنسية على مصر في أواخر القرن الثامن عشر دخلت الصحافة إلى البلاد وتطورت وسائل الطباعة والنشر، مما جعل الشعوب العربية تزيد من ثقافتها ومعرفتها بواقعها ومصيرها. وخلال القرن التاسع عشر تم إرسال البعثات الدراسية إلى أوروبا، فقام الطلبة والمفكرون العرب بالاطلاع على الثقافة القومية الليبرالية وأفكار الثورة الفرنسية ونقلها إلى الأمة العربية، الأمر الذي أسهم في زيادة الوعي العربي عن طريق هؤلاء المفكرين. في عام 1868 ألف وثمانمائة وثمانية وستين. وتمكن العرب من تأسيس أول حركة قومية عربية عام 1875 ألف وثمانمائة وخمسة وسبعين. وقبل عام 1882 ألف وثمانمائة واثنين وثمانين كانت معاملة الفلسطينيين لليهود تتسم بالتسامح، لكن بعد الهجرة الصهيونية ورغبتهم بامتلاك الأراضي الفلسطينية بدأت تتغير معاملة الفلسطينيين لليهود. لكن الأمر الذي أدى لبيع الأراضي الفلسطينية هو سيطرة المرابين العرب عليها، لكن بالرغم من كل ذلك، بدأ الفلاحون الفلسطينيون عام 1886 ألف وثمانمائة وستة وثمانين بالاصطدام مع الصهاينة، إذ هاجموا القرى والأراضي التي اغتصبوها. ولم تقتصر المواجهة على المزارعين فقط، وهو ما يظهر مقدار الوعي العربي لخطر الفكرة الصهيونية. وفي عام 1891 ألف وثمانمائة وواحد وتسعين قام وجهاء القدس بتقديم عريضة لرئيس الوزارة العثمانية، طالبوا فيها بمنع الهجرة اليهودية. وعندما أدرك العرب خطورة المشروع الصهيوني، لكن الدولة العثمانية تمكنت من القضاء عليها. وفي عام 1911 ألف وتسعمائة وإحدى عشر تأسست الجمعية العربية الفتاة في باريس، بمواجهة الخطر الصهيوني بكل قوة، وعدم بيعهم الأراضي، ومحاربة السماسرة. وكشف هذا النداء العام، أن الفلسطينيين فقدوا الثقة بالحكومة لتخليصهم من خطر الصهيونية. ومن هنا بدأ الاتجاه للاستقلال ومواجهة الحكومة العثمانية. الفصل الثالث: الحرب العالمية الأولى: المؤامرات الاستعمارية ضد الوحدة العربية وعروبة فلسطين. استغلت بريطانيا رغبة العرب بالاستقلال لتحقيق أهدافها الاستعمارية. في أواخر صيف عام 1914 ألف وتسعمائة وأربعة عشر بدأت الدلائل تشير إلى دخول تركيا الحرب إلى جانب ألمانيا، وهو ما دفع بريطانيا للاتصال بالشريف حسين، وإعادة الحكم العربي بتسليم قيادة الدولة العربية للشريف حسين. وفي مطلع عام 1915 ألف وتسعمائة وخمسة عشر، اتصل رجال العربية الفتاة بالشريف حسين وأطلعوه على اتجاه قادة الحركة الوطنية العربية في سوريا والعراق للقيام بثورة الاستقلال، وقد وضع قادة الفتاة والعهد خطة للتعاون مع بريطانيا وسلموها للشريف حسين. وعقد محالفة دفاع مشترك بين الدول العربية وبريطانيا. وقد سلم الشريف حسين هذه الخطة لبريطانيا. والاعتراف بدولة عربية مستقلة ضمن حدود اتفق عليها الطرفان، وعليه تم إعلان الثورة العربية ضد الأتراك في الخامس من حزيران عام 1916 ألف وتسعمائة وستة عشر. وقد توصلت هذه المباحثات بين بريطانيا وفرنسا إلى اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الأراضي العربية بين بريطانيا وفرنسا. وقد وضعت فلسطين طبقا لاتفاقية سايكس بيكو تحت حكم إدارة دولية، ونتج عن هذا التوافق البريطاني الصهيوني بشأن فلسطين وعد بلفور في تشرين الثاني عام 1917 ألف وتسعمائة وسبعة عشر. وقد أتى إعلان بلفور على شكل عقد زواج بين الإمبريالية البريطانية والحركة الصهيونية على حساب شعب فلسطين ومستقبل الأمة العربية، الفصل الرابع: من الاحتلال البريطاني حتى ثورة العشرين. على الرغم من الآثار الكبيرة والظروف القاسية التي تركتها الحرب العالمية على دول العالم ومن ضمنها فلسطين، إلا أن ذلك لم يصرف أنظار الفلسطينيين عن مواجهة الخطر الصهيوني. وإذ كانت بريطانيا تدرك أن العرب مستعدون لمواجهة الصهاينة حتى لو أدى ذلك بهم للوقوف بوجهها، لم تتطرق للحديث عن موضوع تنفيذ المشروع الصهيوني أثناء سنين الحرب العالمية الأولى خشية من اندلاع المواجهة ضدهم. وتمكن عن طريق سياسة التهدئة تلك وعدم التطرق للحديث عن المشروع الصهيوني الجنرال البريطاني إدموند اللنبي (  Edmund  Allenby) وبعثته العسكرية المصرية دخول القدس عام 1917 ألف وتسعمائة وسبعة عشر.   لكن في نفس الوقت كان دخول بريطانيا لفلسطين بعد أقل من ستة أسابيع من إعلان وعد بلفور، إذ زاد خشيتهم من تحقيق بريطانيا حلم الصهيونية بإقامة وطن قومي لليهود على أرضهم. وعندما حلت الذكرى السنوية الأولى لوعد بلفور عزم الصهاينة على الاحتفال بهذا اليوم، مما جعل العرب يهددون بالقيام بثورات معاكسة. وإذ أدركت بريطانيا خطورة الموقف، قامت بتحذير الصهاينة من الاقتراب من الأحياء العربية في ذلك الوقت. وما أن وضعت الحرب العالمية أوزارها حتى أصبحت المعارضة الإسلامية المسيحية للمشروع الصهيوني أكثر جدية. وقد اتخذ المؤتمر العربي الفلسطيني عام 1919 ألف وتسعمائة وتسعة عشر قراراته بقوة وحزم، كما أن كل وعد أو اتفاقية تمت بشأن بلادهم هي باطلة ومرفوضة رفضا قاطعا من قبل الفلسطينيين الذين سيبقون في علاقة طيبة مع بريطانيا ما دامت تلتزم بما يريده الفلسطينيون. لكن رفض بريطانيا لهذه المطالبات الفلسطينية بدأ يشكل علاقة متوترة بين الطرفين، ومع ازدياد مشاعر الغضب عند الفلسطينيين بدأوا يتحركون لمواجهة المشروع الصهيوني بأنفسهم. وقد أعاد مؤتمر السلام المنعقد في باريس في مطلع كانون الثاني عام 1919 ألف وتسعمائة وتسعة عشر ترتيب خارطة العالم. وقد عبر العرب عن رفضهم لهذا القرار،   وعقدوا المؤتمر السوري العام، وإلغاء اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور. وفي السابع والعشرين من شهر شباط عام 1920 ألف وتسعمائة وعشرين قامت تظاهرة عربية سياسية كبيرة في القدس. وقامت انتفاضة أخرى في الرابع من نيسان وحتى العاشر منه، إلا أنها لم تتمكن من تغيير السياسة البريطانية، بل أكثر من ذلك قررت بريطانيا تعيين هربرت صموئيل (Herbert Samuel) السياسي اليهودي كأول مندوب سامي بريطاني في فلسطين. تمكن عدد من الشخصيات البارزة الفلسطينية من الاجتماع وتأسيس الجمعية الفلسطينية العربية. وحثت الجمعية كل الجمعيات والنوادي على العمل سويا لمواجهة الخطر الصهيوني. الفصل الخامس: مرحلة التبلور 1920-1923 عبرت انتفاضة القدس التي قامت في شهر نيسان عام 1920 ألف وتسعمائة وعشرين عن عمق الخلاف العربي الصهيوني، إذ تمت فيها عدة مظاهرات واشتباكات بين العرب واليهود أسفرت عن عدد من القتلى في كلا الجانبين. وقد لفتت هذه الانتفاضة أنظار مؤتمر السلام في سان ريمو عام 1920 ألف وتسعمائة وعشرين إلى هذه القضية. وتطبيق بريطانيا لوعد بلفور. لذلك اجتاحت البلاد احتجاجات فلسطينية كبيرة رفضا لهذه السياسات الظالمة. ووقعت عدة اشتباكات بين القبائل العربية والقوات البريطانية على طول الحدود الفاصلة بين فلسطين وسوريا. وقد حاولت طبقة الوجهاء السياسيين الفلسطينيين، عن طريق الحراك السياسي أن تحمل بريطانيا على تغيير سياستها بشأن فلسطين، لكن ذلك لم يأت بأي نتائج ملموسة. وكانت خطته للتهدئة تعتمد على جعل الفلسطينيين الذين لهم مصالح اقتصادية واجتماعية ثابتة سواء تحقق وعد بلفور أم لم يتحقق يقفون إلى جانبه لتهدئة الأوضاع. ولطمأنة الشعب الفلسطيني وتهدئته قام صموئيل هربرت (Herbert Samuel) بقراءة رسالة من الملك البريطاني على الوجهاء الفلسطينيين تفيد بوعد من الملك بتحقيق الحرية والمساواة لجميع الأديان في فلسطين، وإحداث تطوير اقتصادي، وأعلن العفو عن السجناء الفلسطينيين. وأعلن رفضه القاطع لأي وسيلة من الممكن أن تجعلهم يقبلون المشروع الصهيوني. وفي الثالث عشر من كانون الأول عام 1920 ألف وتسعمائة وعشرين انعقد المؤتمر الفلسطيني الثالث، وحين زار تشرشل فلسطين استقبلته حشود كبيرة تهتف: (يسقط بلفور، لا نريد اليهود). وحدثت الاضطرابات في يافا، وكتب صموئيل (Samuel) إلى تشرشل (Churchill) يخبره أن المستعمرات اليهودية تتعرض للهجوم، وطالبه بإرسال القوات العسكرية لحمايتهم. وخلال شهر أيار عام 1921 ألف وتسعمائة وواحد وعشرين تم عقد المؤتمر الفلسطيني الرابع، كما أكد الوفد لبريطانيا رفضه لكل محاولات التهدئة القائمة على إيجاد صيغة تفاهم بين العرب والصهاينة. والاتجاه لمجابهة اليهود بأنفسهم، وفي عام 1922 ألف وتسعمائة واثنين وعشرين أصدر تشرشل كتابه الأبيض المشهور، ردا على الاعتراضات داخل بريطانيا عن سياسة الحكومة في فلسطين، وقد ذكر كتاب تشرشل أن تطبيق وعد بلفور لا يعني إخضاع العرب الفلسطينيين وإلحاق الضرر بهم، ولكن اليهود هم شعب موجود أصلا في فلسطين، وسيتم إنشاء مجلس تشريعي يتكون من أعضاء منتخبين من اليهود والعرب. وفي الثاني والعشرين من آب انعقد المؤتمر الفلسطيني الخامس، ورفض إقامة مجلس تشريعي، وأن بريطانيا ستعمل على تنفيذ وعدها ولن تلتفت للمعارضات العربية. لكن بالرغم من ذلك لم يتجه الزعماء السياسيين الفلسطينيين للقيام بحركات ثورية تجاه البريطانيين والصهاينة، وقد أدى ذلك إلى فترة من الهدوء والركود. فقام الفلسطينيون بمهاجمة المستعمرات اليهودية. عرفت الفترة الواقعة بين عام 1924 ألف وتسعمائة وأربعة وعشرين وعام 1928 ألف وتسعمائة وثمانية وعشرين بفترة الركود في السياسة الفلسطينية، وقبل نهاية عام 1928 ألف وتسعمائة وثمانية وعشرين ظهرت دلائل تشير إلى انتهاء فترة الركود السياسي، إذ حاول اليهود وضع ستار يفصل بين الرجال والنساء أثناء الصلاة عند حائط البراق الذي يعد من ممتلكات المسلمين المقدسة ويشكل الحد الغربي من الحرم الشريف. وفي اليوم التالي قام عدد من اليهود يقودهم بعض الصهاينة المتطرفين بمسيرة كبيرة عبر شوارع القدس حتى وصلوا إلى حائط البراق. وهناك رفعوا العلم الصهيوني وقاموا بإنشاد النشيد القومي الصهيوني، وشتموا المسلمين. فقاموا بمظاهرة كبيرة مضادة في اليوم التالي. وعندما وصلوا قاموا بحرق الأوراق التي تحتوي على نصوص دينية يهودية وضعها اليهود في ثقوب الحائط. وفي السابع عشر من آب نشب قتال بين شاب عربي وآخر يهودي في القدس انتهى بإصابة 11 إحدى عشر يهوديا وعربي واحد. ثم قام اليهود بالهجوم على منازل العرب المجاورة وأصابوا السكان بجروح. وقاموا بمهاجمة الضواحي اليهودية مما جعل البوليس يطلق النار عليهم، وقدوم السيارات العسكرية المصفحة للسيطرة على الأوضاع. وفي يافا هاجمت الجماهير العربية اليهود وتم قتل 60 ستين يهودي وجرح 50 خمسين غيرهم. أدى لتدمير ست مستعمرات تدميرا كليا. وألقت القوات البريطانية القبض على ما يقارب الألف نسمة تسعين بالمئة منهم من العرب، وقد بذلت الهيئات الوطنية مجهودات كبيرة كي لا يتم تنفيذ حكم الإعدام والاستعاضة عنه بالحكم المؤبد. وأبدى الشهداء من الصلابة والتضحية في سبيل الوطن ما جعلهم يخلدون في قلب أبناء الشعب وما دفع الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان أن يتحدث عنهم في قصيدته الثلاثة الحمراء. ولقد وضحت أحداث عام 1929 ألف وتسعمائة وتسعة وعشرين للفلسطينيين حقيقتين، والحقيقة الثانية أن الزعماء السياسيين جبناء وغير قادرين على إدارة المقاومة ضد البريطانيين والصهاينة. وهكذا اتجهت الجماهير الفلسطينية لتشكيل جماعات مسلحة، لإرغام بريطانيا على تغيير سياستها. وقد امتد التحريض ضد الصهيونية إلى الأقطار العربية المجاورة، وبدأ يتم تهريب السلاح إلى فلسطين. الفصل السابع: ما قبل العاصفة 1930 - 1935 مما جعلهم يلجأون للكفاح المسلح. لم تعد الحال في فلسطين في عام 1930 ألف وتسعمائة وثلاثين وبعدها كما كانت قبل أحداث آب عام 1929 ألف وتسعمائة وتسعة وعشرين، إذ أن المقاومة الفلسطينية لم تعد تقف عند مواجهة الصهاينة، بل توجهت المقاومة الفلسطينية لمواجهة الحكومة البريطانية وتحقيق الاستقلال التام. وفي شهر أيار عام 1931 ألف وتسعمائة وواحد وثلاثين تلقت السلطات البريطانية معلومات سرية عن وجود مخطط ثوري يشمل الأقطار العربية لمواجهة الحكم الأجنبي، والذي كان على اتصال بكبار الزعماء القوميين في سوريا والعراق ومصر ولبنان وفلسطين ومختلف أنحاء شبه الجزيرة العربية والعالم الإسلامي. وكان المخطط يهدف إلى جمع الدعم المالي للحركة، والقيام بمهاجمة القوات البريطانية من الأردن وسوريا ومصر وفلسطين في آن واحد. لكن الانقسام في صفوف الفلسطينيين شكل صعوبة كبيرة في تطبيق هذا المخطط. وفي القدس في شهر كانون الأول عام 1931 ألف وتسعمائة وواحد وثلاثين انعقد المؤتمر الإسلامي، وأدى التحريض ضد الصهيونية وبريطانيا عام 1933 ألف وتسعمائة وثلاثة وثلاثين إلى انتفاضة فلسطينية قوية، إذ عمت الاضطرابات والمظاهرات جميع أنحاء فلسطين. وبحلول عام 1935 ألف وتسعمائة وخمسة وثلاثين، كان القسام قد نظم خمس لجان لتحقيق الأهداف التالية: الدعوة، الاستخبارات، واتجه القسام يرافقه 25 خمسة وعشرين رجلا من أنصاره المسلحين من حيفا في الثاني عشر من تشرين الثاني قاصدين ضواحي جنين لدعوة الفلاحين لحمل السلاح والمقاومة. وحث أتباعه للقتال والاستشهاد في سبيل الله والوطن. وأسر خمس آخرون واختفى الباقي في الجبال. وقد كان لاستشهاد القسام أثر عميق في فلسطين كلها، وشيع في حيفا بمظاهرة كبيرة نادى المتظاهرون فيها بسقوط الانكليز. الفصل الثامن: الثورة الفلسطينية الكبرى 1936 - 1939 شكلت ثورة القسام انفجارا كبيرا في الأوساط العربية الفلسطينية، إذ جعلتهم يدركون أن لا سبيل للخلاص من الصهوينية إلا بالخلاص من بريطانيا، وهو ما أدى لقيام الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 ألف وتسعمائة وستة وثلاثين. وقد بدأت الثورة مع قتل رجل يهودي في الخامس عشر من نيسان، وفي التاسع عشر من نيسان انتشر في أنحاء فلسطين قتل عدد من العرب على أيدي اليهود، مما أدى إلى تحرك العرب والاشتباك مع  اليهود عند حدود يافا-تل أبيب، لجأ العرب في مختلف أنحاء فلسطين إلى إضراب عام. وقد قررت اللجنة استمرار الإضراب. وعم فلسطين موجة كبيرة من المظاهرات العربية التي نادت بسقوط بريطانيا والصهيونية. ولإحكام السيطرة على البلاد قامت بريطانيا بإرسال التعزيزات العسكرية من مصر ومالطا، لكن ذلك لم يوقف الفلسطينيين عن مقاومتهم، واشتبك الفلسطينيون مع البوليس الذي جعل القوات البريطانية ترسل المدرعات لإزالة المتاريس. وكانت أشد الحالات خطورة في مدينة يافا، وكانت حاراتها الضيقة تحول دون قدرة البوليس على دخولها. الأمر الذي أدى إلى إحداث ضرر كبير للسكان، والتصميم على الاستمرار بالإضراب. أما الرئيسي فهو قيام الجماعات الفلسطينية المنظمة بعمليات مسلحة في مختلف أنحاء فلسطين. وكانت هذه الجماعات تتألف من ثلاث فئات، وحاولت القوات العسكرية إيقاف الإضراب والمقاومة المسلحة عن طريق تطويق منازل الثوار ونسفها، ولجأوا إلى حشد القوات وزيادتها لإيقاف الثورة، وفي أواخر شهر أيلول توجهت وفود اللجنة العربية العليا للاجتماع مع الحكام والزعماء العرب طلبا للمساندة، لكن الزعماء العرب بدلا من تقديم العون، طالبوا بإيقاف الثورة والإضراب، واستعادة ثقة الفلسطينيين ببريطانيا. وبذلك دعت اللجنة العربية العليا إلى وقف الإضراب والثورة. إضافة إلى ما لحق الفلسطينيين من الضرر الاقتصادي الكبير نتيجة للإضراب. لكن اللجنة في نفس الوقت أصرت على مطالب الفلسطينيين، إذ طالبت بإلغاء الانتداب وإقامة حكم وطني مستقل. وقد قامت بريطانيا بخطة لإقامة دولة صهيونية عن طريق تقسيم فلسطين إلى ثلاثة أقسام: قسم دولة عربية في الأراضي التي تسكنها أكثرية عربية، وقسم دولة يهودية في الأراضي التي تسكنها أكثرية يهودية، لكن العرب قابلوا مشروع التقسيم بالرفض التام. وأبلغت اللجنة رفضها التقسيم إلى عصبة الأمم، لكن قرارات المؤتمر لم تنل رضا جميع الأعضاء بل إن بعضا منهم رأى أنها كانت مثيرة للسخرية. لذلك قام نحو 100 مائة عضو من الأعضاء السوريين والفلسطينيين باجتماع سري، وقرروا من خلاله مواجهة الصهاينة والبريطانيين عن طريق الحراك الثوري، إلا أن الكفاح المسلح كان منظما وقويا مما حال دون قدرة الحكومة على إحكام سيطرتها. وفي غضون صيف عام 1938 ألف وتسعمائة وثمانية وثلاثين، وسيطر الثوار على معظم المناطق الريفية في فلسطين، وتمكنوا من التسلل إلى المدن بشكل منظم. كما تمكنوا من تدمير المكاتب الحكومية في المدن، وخشية بريطانيا من قيام الحرب في أوروبا ضد ألمانيا، وقامت بحملة شديد لاستعادة الحكم البريطاني على البلاد. واستعادة الانتداب البريطاني للبلاد.