درويش الشّاعر الفلسطينيّ هو أحد أبرز الشُّعراء العرب عامّة والفلسطينيّين خاصّة، كما يُعدّ درويش أحد الشُّعراء الذين أضافوا إلى الأدب العربيّ الحديث خاصّة في جانب الدّلالات الرّمزيّة فيه، حيث كانت قصائده على قدر عالٍ من الأدب الرّفيع بالإضافة إلى أنّ كان ناقداً جيّداً، وعَمِل كذلك صَحَفيّاً لدى العديد من المجلّات، لذا تمّت ترجمة قصائد درويش إلى لغات مُختلفة، ومن الجدير بالذِّكر أنّه قد حصل على العديد من الجوائز، والعديد من الجوائز الأخرى العالميّة، مولد ونشأة الشّاعر محمود درويش وُلد محمود درويش في الثّالث عشر من شهر آذار لعام 1941م في إحدى قُرى فلسطين اسمها "البروة"، وهي قرية صغيرة تقعُ على بُعد 9كم من مدينة عكّا وتشتهر بعدد سُكّانها القليل الذي لا يتجاوز 2000 نسمة، بالإضافة إلى وجود التّلال الصّخريّة التي تقع أعلاها، ووالد درويش اسمه "سليم درويش"، وهو رجلٌ بسيط عمل بالفِلاحة فقط، إلّا أنّ والدها كان عُمدة قرية الدّامون واسمه "أديب البقاعيّ"، وكان درويش الابن الثّاني في عائلته التي تتكوّن من ثمانية أبناء، وقد كان الابن الأكبر للعائلة اسمه "أحمد" الذي تأثّر به درويش في بداياته الأدبيّة لأنّه كان يُعنى بالأدب ويُبدي اهتمامه به، بالإضافة إلى أنّ أخاه زكي كان كاتباً في المجال القصصيّ، أما بالنسبة لمحمود درويش فلم يبقَ في قريته تلك إنّما غادرها ليعمل مُعلّماً في قرية تُسمّى "الجديدة" كان محمود درويش أثناء مرحلته التّعليميّة المدرسيّة مُتفوّقاً في دراسته، وكانت بوادر اهتمامه في الأدب العربيّ واضحة في تلك الفترة؛ إلّا أنّه توقّف عن مُمارستها لما تحمله من نفقات ماديّة لا يستطيعها والده، فكيف بتكاليف أدوات الرّسم، وهكذا كانت أولى تجارب درويش في كتابة الشِّعر، بالإضافة إلى محاولاته في الكتابة عن أمور أكبر من طاقته كطفل. كان لبعض مُعلّمي درويش دور بارز في تشجيعه على الكتابة، واستمرّ محمود درويش في تعلميه حتّى أكمل الثّانويّة العامّة لكنّه لم يستطع إكمال مسيرته التّعليميّة الجامعيّة، فانتقل إلى العمل ككاتب في الصُّحف والمجلّات كمهنةٍ يحترفها، بالإضافة إلى عمله في مجلّة الفجر الأدبيّة، وفي عام 1970م انتقل درويش مُسافراً إلى مُوسكو لإكمال تعلميه الجامعيّ، ثمّ انتقل عام 1971م إلى القاهرة، وبعد ذلك سافر إلى العديد من الدّول الأوربيّة والعربيّة، وحصل فيها على مناصب رفيعة في الجانب الإعلاميّ والسّياسيّ لكونه أحد أهمّ شعراء فلسطين. عمل محمود درويش في مناصب مُختلفة أولّها في التّحرير لدى مُختلف الصُّحف العربيّة مثل جريدة الاتّحاد لحزب "راكاح"، بالإضاقة إلى أنّه عمل مُحرّراً في بيروت مع مجلّة الشّؤون الفلسطينيّة حتّى عام 1982م، ومن الجدير بالذِّكر أنّ مجلة الكرمل الفلسطينيّة كانت قد أُسِّست عام 1981م وكانت تشمل كافّة الجوانب الأدبية، بالإضافة إلى اعتنائها بالفنون الأدبيّة جميعها، لذلك حظيت بشعبيّة كبيرة في كافّة دول العالم وعند مُختلف التّيارات الفكريّة. التي دخل بعدها في غيبوبة أدت إلى وفاته. أن غياب درويش ما هو إلا غياب للجسد،