ولما بويع قام معاوية في طلب دم عثمان يحارب المسلمين ويحارب علي بن أبي طالب على إمامته غير راضٍ بها، فذهب إليه الإمام علي بن أبي طالب ومن معه من المسلمين ليقاتلوه ويعتزل معاقل المسلمين، ولو لم يكن في حكمهم أنه في قتالهم له باغًٍ عليهم لم يجز لهم حربه وتلزمهم المسالمة إلى ما طلبه منهم من أداء الواجب عليهم من قتل عثمان في حكمه فيهم وقاتلوه فلما غلب الظن على معاوية أنه مغلوب عمل خديعة لعلي بن أبي طالب وقال له: أنت اترك القتال والإمامة عن نفسك إلى مدة معلومة جعلوها بينهم واترك القتال ونحن نترك كذلك، فإذا انقضت المدة اجتمعنا نحن وأنت وبعثت أنت حكماً منك وبعثنا نحن حكماً منا،