هديه ﷺ في خطبته : وعلى الناقة. ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى، وكل بدعة ضلالة» (٤). كان يخطب قائما، وفي مراسيل عطاء وغيره أنه كان له إذا صعد المنبر أقبل بوجهه على الناس ثم قال: السلام عليكم (۱) قال الشعبي وكان أبو بكر وعمر يفعلان ذلك. وكان كثيرا يخطب بالقرآن. وفي صحيح مسلم عن أم هشام بنت حارثة قالت: ما أخذت ق وَالْقُرْءَانِ الْمَجِيدِ إلا عن لسان رسول الله ﷺ يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس (٢). والأمر بتقوى الله، وتبيين موارد غضبه و مواقع رضاه فعلى هذا كان مدار خطبه. ولكن سددوا وأبشروا» (۳) . وكان يخطب في كل وقت بما تقتضيه حاجة المخاطبين ومصلحتهم، ويذكر فيها نفسه باسمه العلم، وثبت عنه أنه قال: «كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء» (٤). ولم يكن له شاويش يخرج بين يديه إذا خرج من حجرته، ولا زيقا واسعا. وكان منبره ثلاث درجات، فإذا استوى عليه واستقبل الناس أخذ المؤذن في الأذان فقط ولم يقل شيئا قبله ولا بعده، كذا ذكره عنه أبو داود (٥) عن ابن شهاب. وكان الخلفاء الثلاثة بعده يفعلون ذلك، وكان أحيانا يتوكأ على قوس. ولم يُحفظ عنه أنه توكأ على سيف، وهذا جهل قبيح من وجهين: أحدهما: أن المحفوظ أنه الله توكأ على العصا وعلى القوس. الثاني: أن الدين إنما قام بالوحي، ومدينة النبي ﷺ التي كان يخطب فيها إنما فتحت بالقرآن ولم تفتح بالسيف. وكان يخطب فجاء الحسن والحسين يعثران في قميصين أحمرين فقطع كلامه فنزل فحملهما ثم عاد إلى منبره ثم قال: صدق الله العظيم إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ [التغابن: ١٥) (رأيت هذين يعثران في قميصيهما فلم أصبر حتى قطعت كلامي فحملتهما) (۱). وجاء سليك الغطفاني وهو يخطب فجلس فقال له : (قم) يا سليك فاركع ركعتين وتجوز فيهما، ثم قال وهو على المنبر : إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما) (٢).