ولأن العمل الإنساني إستراتيجية راسخة في سياسة الإمارات، حرصت الدولة ومنذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وكانت أيادي الدولة البيضاء بمثابة طوق نجاة لمن سحقتهم المآسي والحروب، وعلى مدار سنوات لم ترتبط المساعدات الإنسانية التي قدمتها الإمارات بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، وإقامة علاقات مع الدولة المتلقية والمانحة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، تطبيقاً عملياً لثقافة التسامح والاعتدال التي تتبناها. ووضعت الإمارات مساعدة الدول الأفريقية على رأس أولوياتها لتخفيف المعاناة عن الشرائح الضعيفة وتعزيز النهضة التنموية، حافظت دولة الإمارات على مكانتها ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية الرسمية قياساً لدخلها القومي بنسبة 1. وبما يقترب من ضعف النسبة العالمية المطلوبة 0. 7% التي حددتها الأمم المتحدة كمقياس عالمي لقياس جهود الدول المانحة. وامتدت أيادي الخير والعطاء الإماراتي إلى العديد من دول العالم، حيث وصلت المساعدات الإماراتية إلى 147 دولة - منها 40 دولة من البلدان الأقل نمواً - موزعة على مختلف قارات العالم، 44 مليار قبل عامين. تبنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي العديد من المشروعات الخيرية الإنسانية الخارجية، إلى جانب المساعدات العينية والنقدية. أكد ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، وبتوجيهات من رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، مشيراً إلى أن الإمارات آلت على نفسها الوقوف بتجرد بجانب الأشقاء، وقال إن "الإمارات قيادة وشعباً تؤمل كثيراً على الجهود التي تضطلع بها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي حالياً لتخفيف المعاناة الإنسانية، ونجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في تعزيز علاقاتها بالعديد من الدول الأفريقية خلال السنوات الماضية، عبر العديد من الأدوات، حيث تعتبر الإمارات من أكثر الدول الداعمة للتنمية في القارة السمراء، اتجهت خلال السنوات الماضية إلى التوسع في الاستثمار في أفريقيا، كما نجحت الإمارات في تعزيز وجودها على الساحة الأفريقية، فقدمت مساعدات عديدة إلى العديد من دول القارة التي تواجه أزمات أو كوارث طبيعية، انطلاقاً من نهجها الإنساني الذي يدعو إلى التضامن والتكاتف مع الدول، ولعل من المؤشرات المهمة على قوة العلاقات بين الجانبين، هو أن الإمارات تعتبر أول دولة خليجية تنضم كعضو مراقب بالاتحاد الأفريقي، وما ينطوي عليه ذلك من مردود إيجابي للإمارات في المحافل الإقليمية والدولية، وذلك نظراً إلى ما يمثله الاتحاد الإفريقي من دور مهم على الساحة الدولية بصورة عامة وعلى الساحة الأفريقية بصورة خاصة. ومن الدول الأفريقية التي تربط بينها وبين الإمارات علاقات صداقة متينة وراسخة، التي حظيت بكل الرعاية والاهتمام من القيادة الإماراتية منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتولي الإمارات موضوع التنمية والاستثمار في جمهورية تشاد وعموم قارة أفريقيا أهمية خاصة، نظراً إلى إيمانها بأن التنمية المستدامة تحقق الازدهار والاستقرار، ولأن تشاد دولة مؤثرة في محيطها الإقليمي، التي تعمل على ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال مكافحة التطرف والإرهاب، هذه الأنشطة التي باتت تؤرق العديد من دول العالم وتهدد السلم والاستقرار الدوليين، كما تدعم الإمارات أي جهود دولية لحشد القدرات واستثمار الطاقات والموارد المتاحة في قارة أفريقيا، وتبنت دولة الإمارات منذ عهد مؤسسها العديد من المشاريع الإنسانية والتنموية في تشاد لمد يد العون للشعب التشادي، تأسست جامعة آدم بركة في أبشي بتشاد بكلفة 9. 3 ملايين درهم للنهوض بالمستوى العلمي ودعم سياسة الحكومة التشادية في جعل اللغة العربية لغة رسمية للبلاد، وتعد من أهم المشروعات التي قدمتها مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية في تشاد. وذكرت مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، أن تكلفة المشروعات الإنسانية القائمة حالياً بجمهورية تشاد وصلت إلى 18 مليون درهم، وتشمل مجمع كليات الشيخ زايد، ومدرج ومعمل ومكتبة جامعة آدم بركة، والتي تضم عدداً كبيراً من لاجئي دارفور. وكذلك قررت المؤسسة إنشاء عدد من المشروعات الجديدة والتي تخدم عدداً كبيراً من فئات المجتمع بجمهورية تشاد، فضلاً عن إرسال مجموعة من الحجاج ضمن برنامج زايد للحج. عن طريق كافة الجمعيات والمؤسسات الخيرية في الدولة، وتصل مساحة الفصل الواحد 35 متراً مربعاً وبتكلفة تصل إلى 88 ألفاً وخمسمائة درهم للفصل الواحد مع إنشاء 22 مسجداً، ساهمت الإمارات في دعم خطة التنمية الوطنية لجمهورية تشاد للأعوام 2017-2021، منها 50 مليون دولار لتمويل الاستثمارات الإماراتية في تشاد، بهدف تحسين الوضع الاقتصادي للبلاد، وتسهم المنحة في تنمية القطاعات ذات الأولوية الاستراتيجية للحكومة التشادية، إضافة لدعم الميزانية العامة للبلاد. وضع الرئيس التشادي إدريس ديبي حجر الأساس لمشروع مجمع الشيخ زايد التعليمي بالعاصمة أنجمينا بتمويل من مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، في خطوة تشكل امتداداً للمبادرات الإماراتية الرائدة في دعم وتمويل مشاريع موجهة للتنمية وتطوير البنية التحتية وقطاعات الصحة والتعليم في تشاد وفي أفريقيا عموماً، وسد الفجوات الاجتماعية، ومشروع مجمع الشيخ زايد التعليمي في أنجمينا ليس استثناء ضمن مشاريع مماثلة تعليمية وصحية واجتماعية وتنموية، إلا أنه يعتبر نموذجاً فريداً لتطوير التعليم في جمهورية تشاد، حيث يقع المجمع على مساحة 2180 متراً مربعاً، ويشمل 30 فصلاً دراسياً لجميع المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، ويستمر ليملأ قلوب الأفريقيين العطشى بالأمل،