وكان من بين قطيعه ثوران قويان ، وفي يوم قرر الرجل مغادرة القرية التي يسكن بها ويرتحل بقطيعه ، وبينما هو سائرًا بالقطيع ، غاص أحد الثيران في الوحل ، حاول الرجل إخراجه بكل قوته ، لكنه لم يستطع لأن الثور كان قويًا ، ويحضر الثور ويلحق به ، فترك الثور ورجع إلى الرجل وأخبره أن الثور قد مات . ولكن الثور أخذ يضرب بأقدامه وكان الوحل قد بدأ يجف ، فأخذ الثور يرعى ويأكل ، ولكنه كان كسول قليل الحركة وكانت جميع الحيوانات تقوم على خدمته ، وكان من بين من خدمه المقربين أحد الضباع . فقال للأسد هل أذهب لكي تستطلع مصدر الصوت وأتي بالخبر اليقين ، وذهب الضبع يستطلع الأمر وأخذ يراقب الثور من بعيد حتى اطمأن أنه مسالم ، فذهب إليه وقال له كيف تأتي إلى هذا المكان ، ولا تذهب لتحية ملك الغابة ، وتقوم أيضًا بإزعاجه بتلك الأصوات التي تصدرها . فقال له الثور أنه لم يكن يعرف أن للحيوانات ملكًا ، وأنه سيذهب إليه ليصحح خطأه ويطلب منه السماح ، وبالفعل ذهب الثور على الأسد معتذرًا ومحييًا له ، لما سمع الأسد كلام الثور أعجب به ، ومع مرور الوقت أصبح الثور هو الصديق المقرب للأسد ، وابتعد الضبع عن الملك .