ما أعظم عفو النبي صلى الله عليه وسلم عن الأعداء، فقد مثل عفو الإسلام خير تمثيل، وأفهم الجميع أن الإسلام جاء يريد الخير للجميع، وليس ديناً يحقد على أحد، وإنما هي نابعة من روح تعميم العدالة على الجميع. فقد اشتد أذى المشركين للرسول صلى الله عليه وسلم يوم أحد، إذ قتل عمه حمزة رضى الله عنه ومثل بجسده الشريف، فتقدم بعض الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، واقترحوا عليه أن يدعوا على المشركين ليعذبهم الله بعذاب من عنده، كما كان يعذب المشركين الأولين بدعوة أنبيائهم عليهم، لكن النبي صلى الله عليه وسلم امتنع عن ذلك وقال: إني لم ابعث لعاناً ولكن بعثت داعياً ورحمة[12].