التفت نفر من رواد الفولكلور في مصر، بدءًا من عبد الرزاق صدقي ووصولاً إلى عز الدين نجيب وزملائه وتلاميذه التفتوا التفانا واضحا إلى إمكانات الدرس الفولكلوري في إفادة ودعم ميدان الصناعات اليدوية والشعبية وسائر الفنون التشكيلية التقليدية في خدمة عمليات التنمية، ولا نقصد بذلك ترديد مقولة تطوير أو تهذيب أو تحسين تلك المصنوعات الشعبية على نحو ما فعل آخرون، فلم تعد تقتصر على تحقيق منفعة عملية لأبناء بيئتها الأصليين، أو ذات منفعة علمية للباحث أو العالم الذي يدرس مسالك . أي أن الأنموذج الفنى من هذه الصناعات الذي كان يوجه إلى سوق القرية أو المدينة أو الولاية، قد أصبح يوجه كذلك إلى السوق التجارية الأوسع. أدى رواجها إلى زيادة الدخل العام المرتبط باقتصاد صناعة السياحة، كان لا مفر من أن يؤدى الإنتاج الموجه إلى السوق الواسعة إلى استخدام الخامات الاقتصادية واللافتة للنظر معا، وإلى استخدام وسائل الإنتاج والتجميل الآلية بدلاً من وسائلهما اليدوية. من هذا تعتبر تنمية الاقتصاد السياحي في كل الدنيا تعزيزاً للرخاء الذي يبشر به المستقبل : لأن صناعة السياحة قد أصبحت في عالمنا المعاصر إحدى الصناعات العظمى بالنسبة للبلاد العريقة في تاريخها الغنية بآثارها، وبالنسبة كذلك للبلاد الكبيرة. وحيثما تروج السياحة توضع برامج متنوعة لاحتواء أكبر عدد ممكن من اهتمامات السائحين، كما تشمل إقامة أسواق ومعارض للصناعات اليدوية التقليدية وتوضع خرائط زمنية لهذه المناسبات، ويشترى تذكارات مختلفة من إبداع الصانع الشعبي انظر دراسته عن الفولكلور والتنمية. والوصفة الأفضل للتنمية الصحيحة لتلك الحرف هي مضاعفة الرعاية للإنتاج الشعبي الأصيل لهذه المصنوعات،