تتناول هذه الدراسة علاقة النظام السياسي الإسلامي في العقيدة، مُبيّنةً ارتباطه الوثيق بقواعد الاعتقاد عند السلف الصالح. تُبرز الدراسة أهمية تناول علماء العقيدة لقضايا الإمامة، لما لها من أهمية بالغة ومحل خلاف بين الفرق الإسلامية، مُشددةً على ضرورة بيان هذه الأحكام لتجنب الاجتهادات الفردية. كما تتطرق الدراسة إلى قضايا الحقوق الاجتماعية العامة كأهمية محبة أهل البر وكراهية أهل الجور، مُؤكدةً على دور الشريعة في تحقيق الاجتماع ونبذ الفرقة. ثم تنتقل الدراسة إلى مختصر الطحاوي في العقيدة، مُسلطةً الضوء على أهميته ودقته، وتناوله لقواعد عقدية متعلقة بالنظام السياسي الإسلامي (الإمامة). يستعرض البحث نص الطحاوي وشرح الفوزان المتعلق بالإمامة، مُركزاً على أحكام الصلاة خلف الإمام، سواء كان باراً أو فاجراً، وحكم الصلاة على جنازة المسلم الفاسق، وعدم إطلاق الأحكام بالجنة أو النار إلا لمن شهد له النبي بذلك. كما يُبيّن البحث أحكام الطحاوية في عدم إساءة الظن بالمسلمين، وعدم إباحة قتل المسلم إلا في حالات محددة شرعاً، كحد الزنى، القصاص، والردة، مع التأكيد على وجوب طاعة ولي الأمر وعدم الخروج عليه إلا في حالة كفر بواح، وعدم الدعاء عليه، بل الدعاء له بالصلاح. يختتم البحث بالتأكيد على ضرورة الالتزام بسنة النبيّ والخلفاء الراشدين، والتمسك بالجماعة وترك الشذوذ.