البحوث الإعلامية ومناهجها وطرق تصميمها 9 معايير جودة البحث النوعي 97 النظريات الفلسفية وأطر البحث التفسيرية 106 التطور التكنولوجي ودوره في تحليل البيانات النوعية 143 مواقع التواصل وتحولات القوة في البحث النوعي: أساليب قديمة في السياقات الجديدة 177 الفصل الرابع الاعتبارات الأخلاقية للكتابة 196 المقدمة إحدى المشكلات الرئيسة التي تعترض تطور المعرفة الإعلامية في مضمار البحث العلم والدرس الأكاديمي العربي هي المشكلات النظرية والتطبيقية لمناهج البحث في علوم الإعلام والاتصال. تلك المشكلات تفرض عوائق معرفية أبستمولوجية من شأنها أن تتسبب في جمود البحث المعرفي، وفي محتوى المعرفة الإعلامية ذاتها من خلال التسطيح الإعلامي والاستسهال البحثي واختزال دراسة وبحث الظواهر الإعلامية واستعادة تدوير التصورات السابقة، ما يؤدي إلى تعميق الفجوة بين نتائج البحث والإجراءات العلمية السليمة لفهم وشرح وتفسير الظاهرة الإعلامية وبحث سياقاتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية. وبينما يعيش العالم المعاصر حاليًا عصر الإنفجار الرقمي المتسارع منذ مطلع الألفية الجديدة، وفي خضم التغيرات السياسية السريعة والدراماتيكية التي يشهدها العالم بأسره، يجد الباحثون في مجال الإعلام صعوبة في مواكبة تلك التطورات، لاسيما في ظل غياب نسق نظري منهجي حديث لدراسة تأثيرات الإعلام على تلك التطورات، فيما يظل أغلب الباحثين أسرى لنظريات الإعلام القديمة التي ترجع إلى عدة عقود مضت، والتي ظهرت منذ منتصف القرن الماضي. لا شك أن النظريات القديمة نفسها لازالت قيد التطور في خضم البيئة الرقمية الجديدة، حيث تسعى دومًا لإضافة مفاهيم نظرية جديدة يمكنها أن تساهم في استيعاب تطورات المشهد الإعلامي والسياسي، لاسيما وأننا لم نصل حتى الآن إلى مرحلة الاستقرار في علاقة الإعلام الرقمي بالإعلام التقليدي، فضلًا عن العناصر الأخرى المحددة للسياق السياسي والاقتصادي وعدم قدرة وسائط الإعلام الحالية على السيطرة على المشهد بالکامل، وبالتالي هناك حاجة لربط دراسات نظريات الإعلام بسياق عمل الإعلام في ظل التطورات الراهنة. وتعد دراسة "مناهج البحث" أحد الدراسات الأساسية الضرورية سواء على مستوى مرحلة الدراسة الجامعية الأولى أو الدراسات العليا في شتى المجالات العلمية، حيث إنها في المرحلة الأولى من الدراسة تهدف إلى وضع حجر الأساس العلمي لدى الطالب وتأهيله لإدراك أهمية النظرة العلمية، وتشكيل الأسس المنطقية والموضوعية التي يجب أن تحكم تفكيره سواء في المجال العلمي أو التطبيقي وتنمي لديه الإحساس بضرورة استخدام الأسلوب العلمي في هذه المجالات باعتباره الأسلوب الأمثل علميًا وعمليًا. بينما على مستوى الدراسات العليا فإن دراسة "مناهج البحث" تستهدف إلى جانب ما تستهدفه بالنسبة للمرحلة الجامعية الأولى، التأكيد على الطريقة الأساسية في عمل البحوث، باعتبار أن الدراسات العليا ترتكز على المناقشات وإجراء البحوث وتفتيح نقاط وأفاق جيددة في الموضوعات التي تتعرض لها الدراسة أكثر من الارتكاز على عملية التحصيل فقط، فضلًا عن تشكيل جيل من الباحثين المتخصصين في مجال علمي معين لديه علم بأدوات البحث العلمي وطرقع ومناهجه وخطواته وحدوده، وتنمية مهاراتهم في استخدام طرق البحث العلمي، وفهم المنطق والفلسفة التي تحكم هذا الاستخدام، فضلًأ عن أهمية هذا النوع من الدراسات للعاملين في المجالات الوظيفية المختلفة، من خلال منحهم القدرة على الحكم السليم على البحوث المختلفة من واقع طريقة إجرائها، مما ينسحب على مدى الثقة في نتائجها، ومدى قابليتها للتطبيق بالنسبة للمشكلات الفعلية. وتكمن أهمية هذا الكتاب في أنه محاولة لإبراز أهمية البحث النوعي وفوائد استخدامه فى الدراسات الإعلامية المختلفة، باعتباره إحدى البوابات الرئيسة للتحرر من القيود التنظيرية والأدواتية التي تعوق مجال البحث الإعلامي، مع التأكيد على أن علم الإعلام هو علم بينى يتزايد تقاطعه مع غيره من العلوم الإنسانية والاجتماعية. والبحث النوعي هو العملية التفاعلية التي تجري بين الباحث العلمي والمشارك، فيكون دور المشارك أساسي في مد الباحث العلمي بالمعلومات التي يحتاجها منه، ويعتمد هذا النوع من الأبحاث العلمية على فرضية أن الحقيقة لا تكون واحدة، بل هي متغيرة لأن أفكار الناس ومعتقداتهم تجاه موضوع معين لا تكون واحدة بل متنوعة، ومن ثم يركز الباحث النوعي على الوصف العميق للظواهر والإشكاليات، وإعادة التجريب استنادًا إلى المعطيات للكشف عن الاسباب والنتائج، وذلك من خلال دراسة الظواهر بصورة مباشرة دون أي حاجة الى المختبرات والتجارب. ويهدف الكتاب لرصد أبرز الاتجاهات الحديثة فى بحوث نظريات الإعلام، ومساعدة الطالب على التعرف على البحث النوعي وتنفيذه بمناهجه المتعددة ومميزاته وسلبياته وطبيعة التساؤلات البحثية التى يستطيع الإجابة عنها، والاختلافات الأدائية والمنهجية مقارنة بالبحث الكمي. منهج الكتاب وأهمية البحث النوعي وفوائد استخدامه، ويتناول الفصل الثاني أنواع البحوث النوعية وكيفية أخذ العينات، وكيفية إجراء البحث النوعي، وأخيرًا يركز الفصل الرابع على كيفية جمع البيانات وتفسيرها للوصول إلى تحليل سليم للظاهرة الإعلامية، فيما تتذيل الكتاب قائمة بالمراجع التي اعتمد عليها المؤلف. حدود الكتاب لما كان هذا الكتاب يتعرض لمجموعة الأسس والمبادئ الخاصة بالبحث العلمي، وتحديدًا البحث النوعي في الدراسات الإعلامية، فقد اقتصر على الموضوعات الأساسية التي أشرنا إليها في عرضنا للمنهج الذي اتبع في إعداد مادته العلمية، ومن ثم هذا الكتاب يعد مقدمة لجهود علمية أخرى في نفس المجال تتناول مجموعة أخرى من الموضوعات ذات الصلة ببحوث الإعلام. ونرى أن المكتبة العربية في حاجة إلى مزيد من البحوث الإعلامية تشمل المجالات البحثية الإعلامية المختلفة في عصر الثورة الرقمية، بدء من تحليل المضمون وبحوث الوسائل الإعلامية، ومرورًا ببحوث جمهور الوسائل الإعلامية الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي والرأي العام وبحوث الإعلان والعلاقات العامة، لأجل الوصول إلى ذلك الهدف، ثمة حاجة لجهد مشترك بين المتخصصين في الدراسات الإعلامية والإحصائية، والدراسات البينية، وأتمنى أن يسهم هذا الجهد المتواضع في تلبية بعض الاحتياجات المعرفية والبحثية في مجال الإعلام، وأن يكون نواة لمزيد من الأبحاث العلمية المستقبلية في مجال بحوث الإعلام وفق الاتجاهات والتطورات الحديثة. أنواع البحوث العلمية ومناهجها وطرق تصميمها محتويات الفصل الأول البحوث الاستكشافية البحوث الوصفية بحوث اختبار العلاقات السببية بين المتغيرات والفروض تعريف البحث النوعي اختيار أحد أساليب البحث النوعي الخمس البحث الروائي البحث الظاهراتي النظرية المجذرة البحث الإثنوغرافي دراسة الحالة البحوث الإعلامية ومناهجها وطرق تصميمها يلعب منهج البحث دورًا رئيسًا في تسجيل معلومات البحث، فهو يلزم الباحث على عدم إبداء رأيه الشخصي دون تعزيزه بآراء لها قيمتها، والتقيد بإخضاع أي رأي للنقاش مهما كانت درجة الثقة به، إذ لا توجد حقيقة راهنة بذاتها، ويمكن تعريف البحث العلمي بأنه محاولة لاكتشاف المعرفة والتنقيب عنها، وتطويرها وفحصها، وتحقيقها بتقصي دقيق ونقد عميق، والتعرف على العوامل التي أدت إلى وقوعها، ثم الخروج بنتيجة أو الوصول إلى حل أو علاج للمشكلة واكتشاف معرفة جديدة، وعرضها لغايات المقارنة والتحليل والنقد(فوزي غرابية وآخرون، 1981، ص 6). ويعرف المنهج بأنه الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم المختلفة، وذلك عن طريق جملة من القواعد العامة التي تتحكم في طريقة عمل العقل وتحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة مقبولة ومعلومة، بينما البحث فهو مجموعة القواعد العامة المستخدمة من أجل الوصول إلى الحقيقة في العلم من خلال مجموعة من القواعد العامة التي تتحكم في طريقة عمل العقل وتحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة معلومة (عبد الرحمن بدوي، بتعبير آخر، اعتمدت الطريقة العلمية المعروفة والشائعة بلا أي منازع على الفلسفة الوضعية، والتي استمدت منها أهدافها وتعريفاتها. أي، الأسلوب العلمي اتسم بمعايير الموضوعية (أي رؤية الشخص للأشياء على ما هي عليه، استنادًا للحقائق والعقل وحده دون النفس والنظر إلى الأمور بطريقة مادية بحتة، (بيت ماروم، 2001). ولا تدعي تلك الفسلفات، على عكس للفسلفة الوضعية، إلى وجود حقيقة أو واقع واحد يمكن رصدهما واستبيانهما، وإنما تؤكد على تعددية ودينامية التجارب الإنسانية، وأهمية السياق والثقافة في تشكيل الواقع. وفي حين لا ترى تلك النظريات الموضوعية كسمة ممكنة في العلوم، فإن التجريب، وبمفاهيم معينة أيضًا التعميم، يعدان من سمات البحث العلمي القائم على تلك الفلسفات(بيت ماروم، مرجع سابق، 2001). تعد البحوث الاستكشافية الاستطلاعية من البحوث الأولية، التي يكثر استخدامها في المراحل الأولى لدراسة الظواهر المختلفة في كل أنواع العلوم، ونظرا لأن استخدام هذا الأسلوب يلجأ إليه الباحث في حالة عدم توفر بيانات ومعلومات عن الظاهرة موضوع دراسته، وهو ما يتطلب من الباحث ضرورة الاطلاع على التراث العلمي في ميدان تخصصه حتى يتأكد من عدم وجود هذه البيانات، وهنا يقوم بإجراء دراسة استطلاعية استكشافية لجمع بيانات عن جوانب وأبعاد المشكلة، وعن أماكن انتشارها ومعدلاتها ومدى اختلاف نسبتها من مجتمع لأخر، واستخدام الباحث للأسلوب الاستطلاعي يفرض عليه أن يحدد مشكلة بحثه في شكل تساؤل عام ليس لديه إجابة عنه، كما يمكنه أيضا استخدام أدوات كثيرة ومتنوعة مثل المقابلات الفردية والجماعية والاستبيان. وغير ذلك من أدوات بحثية لتحقيق أهداف الدراس (سعيد ناصف، ص 24-25). وتجدر الإشارة إلى أن البحوث الكشفية غالبا ما تكون ممهدة لبحوث كبرى، إذ تفيد في بلورة مفاهيم موضوع البحث وتحديد مجالاته. وصقل خطواته المتعلقة بالإجراءات التنفيذية التي يتم فيها إنجاز العمل الميداني. وفي بعض الأحيان يكتفى بالبحث الكشفي بوصفه بحث قصير المدى سريع الإنجاز يمكن أن يفصح عن مؤشرات وسمات وحقائق اجتماعية(حسن الساعاتي، ص 157). ويتم إجراؤه من أجل فهم أفضل للمشكلة القائمة، لكنه لا يقدم نتائج حاسمة أو نهائية، ويبدأ فيه الباحث بفكرة عامة ثم يبدأ بتضييقها، ويستخدم هذا البحث كوسيلة لتحديد القضايا التي يمكن أن تكون موضع اهتمام للباحثين في المستقبل(محمد تيسير، 2023). أهمية البحث الاستكشافي يتم إجراء البحث الاستكشافي عندما يكون هناك حاجة لفهم مشكلة الدراسة بشكل متعمق، خاصة إذا كانت تلك المشكلة أو الظاهرة جديدة، أو لم تتم دراستها من قبل، ويكون الهدف من مثل هذا البحث هو استكشاف المشكلة وحيثياتها وليس استخلاص النتائج منها، ويضع البحث الاستكشافي أساساً قوياً لاستكشاف مشكلة الدراسة وما يرتبط بها، كما يمكن الباحث من تصميم البحث بصورة مثالية وإيجاد المتغيرات التي تعتبر مهمة لتحليل البيانات، والأهم من ذلك أن البحث الاستكشافي يمكن أن يساعد المنظمات أو الباحثين في توفير الكثير من الوقت والموارد، خصائص البحث الاستكشافي يمكن الباحث من الإجابة على أسئلة مثل: ما هي المشكلة؟ ما هو الغرض من الدراسة؟ وما المواضيع التي يمكن دراستها؟ مستهلك للوقت ويحتاج إلى الصبر وهناك كثير من المخاطر المرتبطة به. يتعين على الباحث الاطلاع على جميع المعلومات المتاحة للدراسة التي يقوم بها. لا توجد مجموعة من القواعد الثابتة لإجراء البحث الاستكشافي لأنه مرن وواسع وغير محدد. يجب أن تكون القضية المدروسة ذات قيمة عالية، تستخدم البحوث الاستكشافية الكثير من الأدوات مثل الاستقصاء أو الاستبيان، والمقابلة والملاحظة الميدانية، ويتم اختيار هذه الأدوات وبناءها على ضوء أسس علمية؛ للوصول إلى البيانات المطلوبة، وتحقيق أهداف البحوث الإعلامية، ويمكن استخدام هذه الأدوات منفردة أو مجتمعة، وذلك تبعاً لطبيعة البحث، وأهدافه، وتوجهات الباحث، 2017، ص 93). يبدأ البحث الاستكشافي بجمع المعلومات مباشرة حول الظاهرة أو الموضوع، كما يمكن إجراء هذا البحث من قبل الباحث نفسه بشكل مباشر، وبشكل عام يتم إجراء البحث الأولي لاستكشاف مشكلة معينة تتطلب دراسة متعمقة، الاستقصاء والاستبيان: أو أفكار معينة، في إطار البيانات المرتبطة بموضوع البحث أو الدراسة وأهدافها، دون تدخل من الباحث في التقرير الذاتي للمبحوثين في هذه البيانات؛ 2015، ص 517). كما يمكن استخدام أنواع مختلفة من الاستطلاعات أو الاستفتاءات لاستكشاف الآراء والاتجاهات وما إلى ذلك، ومع التقدم التكنولوجي، يمكن الآن إرسال الاستطلاعات عبر الإنترنت ويمكن الوصول إليها من قبل أفراد العينة بكل سهولة (محمد تيسير، مرجع سابق، 2023). تستخدم في البحوث الإعلامية الكثير من أدوات جمع المعلومات منها: المقابلة العلمية للمبحوثين. كما هو الحال في الاستبيان. 2017، ص 93). في حين أنك قد تحصل على الكثير من المعلومات من المصادر العامة، إلا أن المقابلات توفر للباحث معلومات متعمقة حول الموضوع الذي تتم دراسته. ويتم إجراء المقابلات بشكل شخصي أو عبر الهاتف، أو إلكترونياً، وتتضمن المقابلات أسئلة مفتوحة وأخرى مغلقة للوصول إلى أفضل النتائج بناءً على ما يقدمه المشاركين من آراء ووجهات نظر(محمد تيسير، مرجع سابق، 2023). والمقابلة هي تفاعل لفظي منظم بين معد البحث والمشارك/ المبحوث لتحقيق هدف معين(محمد عبد الحميد، ص 534) ، حيث يحاول مجري بالمقابلة استثارة بعض المعلومات أو التغيرات لدى المشارك/المبحوث لمعرفة آرائه ومعتقداته. يبدأها مجري المقابلة/الباحث لأهداف معينة بهدف الحصول على معلومات وثيقة الصلة بالبحث، أو هي محادثة أو حوار موجه بين الباحث من جهة وشخص أو أشخاص آخرين من جهة أخرى بغرض جمع المعلومات اللازمة للبحث والحوار يتم عبر طرح مجموعة من الأسئلة من الباحث التي يتطلب الإجابة عليها من الأشخاص المعنيين بالبحث (رجاء أبو علام، 2006، هي طريقة أخرى مستخدمة على نطاق واسع في البحث الاستكشافي، وتسمى أيضاً بطريقة المجموعة البؤرية، وفيها يتم اختيار مجموعة من الأشخاص ويسمح لهم بالتعبير عن رؤاهم حول الموضوع المدروس، وأهم ما يميز طريقة مجموعة التركيز أن الأفراد المشاركين يكون لديهم خلفية معرفية مشتركة، يلجأ الباحث إلى استخدام الملاحظة دون غيرها من أدوات البحث الإعلامي، وذلك إذا أراد جمع بيانات مباشرة وعلى الطبيعة عن المبحوث، فقد يخفي المبحوث بعض الانفعالات أو ردود الأفعال عن الباحث في حالة استخدام أدوات، 2017، ص 118). تعتبر طريقة المراقبة أو الملاحظة من الأدوات التي يمكن استخدامها مع الأبحاث الكمية وكذلك النوعية، رغم أن بعض الباحثين يرون أن المراقبة السرية تتنافى مع أخلاقيات البحث العلمي(محمد تيسير، وتعرف الملاحظة بأنها المشاهدة والمراقبة الدقيقة لسلوك ما أو ظاهرة معينة في ظل ظروف وعوامل بيئية معينة بغرض الحصول على معلومات دقيقة لتشخيص هذا السلوك أو هذه الظاهرة، وهي الانتباه المقصود والموجه نحو سلوك فردي أو جماعي معين بقصد متابعته ورصد تغيراته ليتمكن الباحث من وصف السلوك فقط، أو وصفه وتحليله، أو وصفه وتقويمه(المشهداني، ص 118). وتعني الملاحظة أيضًا معاينة منهجية لسلوك المبحوث بواسطة الباحث من خلال استخدام الحواس وأدوات معينة؛ بقصد رصد انفعالات المبحوث وردود فعله نحو جوانب متعلقة بمشكلة البحث، وتشخيصها وتنظيمها وإدراك العلاقات فيما بينها (محمد الصاوي، 1992، ص 35). كما يعتمد الباحث على مجموعة من الأدوات الثانوية في سبيله لإجراء بحثه، وفي مقدمتها (محمد تيسير، 2023): الإنترنت: تعد هذه إحدى أسرع الطرق لجمع المعلومات حول أي موضوع، فالكثير من البيانات متاحة بسهولة على الإنترنت ويمكن للباحث تصفحها أو تحميلها إذا احتاجها. ومن الجوانب المهمة التي يجب التأكد منها عند البحث عبر الإنترنت هي أصالة ومصداقية مواقع الويب والمصادر التي يقوم الباحث بجمع المعلومات منها. المؤلفات والبحوث: يعد البحث في المؤلفات والأبحاث الرسمية من أكثر الطرق تكلفة لاكتشاف النظريات والفرضيات، هناك كم هائل من المعلومات المتاحة في المكتبات أو المصادر عبر الإنترنت أو حتى قواعد البيانات التجارية والتي تشمل الصحف والمجلات والكتب والوثائق من الوكالات الحكومية والمقالات ذات الصلة بموضوع معين والأدب والتقارير السنوية والإحصاءات المنشورة من قبل المنظمات البحثية وما إلى ذلك. كما يتم استخدام هذا البحث بشكل شائع من قبل منظمات الأعمال أو قطاع العلوم الاجتماعية أو حتى في قطاع الصحة. خطوات إجراء البحث الاستكشافي حيث يحدد الباحث موضوع البحث ويبدأ بمعالجة المشكلة من خلال طرق البحث المتعددة. فعندما يكتشف الباحث أنه لا توجد دراسات سابقة قد تناولت المشكلة المدروسة بدقة، عليه أن يضع فرضية تستند إلى الأسئلة التي وضعها خلال مرحلة تحديد المشكلة. فبمجرد الحصول على البيانات والنتائج اللازمة، مرجع سابق 2023). مزايا وعيوب البحث الاستكشافي: (محمد تيسير، المرجع نفسه، 2023) مزايا البحث الاستكشافي عيوب البحث الاستكشافي على الرغم من أنه قد يوجهك نحو الطريق الصحيح للحصول على نتائج مرضية، إلا أنه غير حاسم. (أي تظل هناك حاجة لإجراء المزيد من البحوث من أجل فهم أفضل لمشكلة البحث) عادة ما يكون منخفض التكلفة. في معظم الأحيان، يتضمن البحث الاستكشافي عينة صغيرة، مما يشجع الباحث على إجراء المزيد من الأبحاث. يقدم بيانات نوعية، مما يساعده على تحديد ما إذا كان الموضوع يستحق استثمار الوقت والموارد أم لا. يمكن أن يساعد الباحثين الآخرين في معرفة الأسباب المحتملة للمشكلة، وبالتالي يمكنهم دراستها بالتفصيل لمعرفة المزيد حول الأسباب المحتملة لظهور المشكلة. البحوث الوصفية كالمنهج المسحي بأساليبه المتعددة، ودراسة الحالة والدراسات التطورية أو التتبعية، وذلك باستخدام المنهج العلمي في كافة إجراءات البحث(بركات عبدالعزيز، 2012، والمنهج الوصفي هو المنهج الذي يقوم على وصف ظاهرة ما للوصول إلى أسبابها والعوامل التي تتحكم فيها واستخلاص النتائج والتعميمات، وذلك من أجل تجميع البيانات وتنظيمها وتحليلها(عبد الباسط محمد حسن، 1971، ويعمل هذا المنهج على دراسة الحقائق المتعلقة بطبيعة ظاهرة أو موقف أو مجموعة من الناس أو مجموعة من الإحداث أو مجموعة من الأوضاع (جمال زكي والسيد ياسين، ص 84). ويعمل المنهج الوصفي على رصد ومتابعة دقيقة لظاهرة أو حدث معين بطريقة كمية أو نوعية في مدة زمنية معينة أو عدة فترات من أجل التعرف على الظاهرة أو الحدث من حيث المحتوى أو المضمون، والوصول إلى نتائج وتعميمات تساعد في فهم الواقع وتطويره (ربحي مصطفى عليان، 2000، ص 65) . 1992، ص129): جمع المعلومات الوافية والدقيقة عن أي ظاهرة أو مجتمع أو نشاط. البحث النوعي اصطلاحًا هو مصطلح يستخدم لوصف مجموعة من نظريات تحليل البيانات من خلال للغة الطبيعية (الكلمات) والتعبيرات الخاصة بالتجارب (التفاعلات الاجتماعية والتمثيلات الفنية)، حيث يميل الباحثون لتركيز بحث الدلالات من خلال عملية حلزونية للحصول على النتائج التي تتطور أثناء عملية التحليل(Journal of Occupational Therapy, 4/4/2023). تماما مثلما أن فحص النمط في سياق الظاهرة بأكملها يمكن أن يغير فهمك للنمط ذاته(Journal of Occupational Therapy, 4/4/2023). التعريف المتطور الذي قدمه دينزين ولينكولن للبحث النوعي ينقل الطبيعة المتغيرة باستمرار للبحث النوعي من البناء الاجتماعي، حيث كان أحدث تعريف قدموه للبحث النوعي: البحث النوعي هو نشاط يشمل مجموعة من الممارسات التفسيرية والمادية التي تجعل العالم مرئيا. وتلك الممارسات تؤدي إلى تحول العالم، حيث تحوله إلى سلسلة من التمثيلات، بما في ذلك الملاحظات الميدانية والمقابلات والمحادثات والصور والتسجيلات والمذكرات إلى الذات. على هذا المستوى، هذا يعني أن الباحثين النوعيين يدرسون الأشياء في بيئاتها الطبيعية، "هو ذلك النوع من البحوث الذي يقدم فيه الباحث عادة فهمًا متعمًقا وتفسيرًا شاملًا لمجال البحث الموضوعي، ولا يشترط أن يعمد الباحث في البحث النوعي إلى تفسير البيانات والنتائج التي يتوصل إليها بالطرق الرقمية والإحصائية، والأسلوب السردي والجمل الإيضاحية "(محمود الجراح، ٢٠١٤ م، ص ١٢٥)، وهو نوع من البحوث العلمية يقوم على دراسة وقراءة البيانات والأحداث بأسلوب غير كمي، ٢٠١٧ ، ص 19) ومن أجل دراسة هذه المشكلة، وجمع البيانات في بيئة طبيعية حساسة للأشخاص والأماكن قيد الدراسة، يتضمن التقرير المكتوب النهائي أو العرض التقديمي أصوات المشاركين، John W. Creswell, 2013, أو غيرها. حيث يتم بناء المعرفة التى يتم الحصول عليها باستخدام المنهج النوعي بطريقة استقرائية تركز على الانتقال من الجزء إلى الكل، فيقوم الباحث بجمع بيانات دراسته من وجهة نظر الأفراد المشاركين فيها وباستخدام أدوات البحث النوعية مثل المقابلة والملاحظة وتحليل المستندات ومن ثم تحليل البيانات وصولا إلى النتائج (إيمان السامرائى &عامر قنديلجى، ٢٠٠٩ ، لكنه لا يسعى للتنبؤ والسيطرة، وإنما يسعى للفهم والتفسير (نعمة لوتسكي 2013، ص 10). كما يركز البحث النوعي على فهم وشرح واستطلاع واكتشاف وتوضيح المواقف والمشاعر والتصورات والقيم والمعتقدات والخبرات التي لدى الناس حول المشكلة المشمولة بالدراسة (2011 , Kumar) كما يعرف البحث النوعى بأنه جمع وتحليل وتفسير بيانات شاملة وصفية وبصرية (أي غير عددية ) للتوصل إلى استبصارات فى ظاهرة معينة موضع اهتمام(Mills and Airasian, أو هو دراسة يمكن القيام بها أو إجراؤها في السياق أو الموقف الطبيعي، حيث يقوم الباحث بجمع البيانات أو الكلمات أو الصور ثم يحّللها بطريقة استقرائية مع التركيز على المعاني التي يذكرها المشاركون، وتصف العملية بلغة مقنعة ومعبرة (سعيدالهاشمى، ٢٠٠٥، 2013, 45). ويسمى البحث النوعي أيضًأ بالبحث التفسيري Interpretive Research ؛ نظرًا لأنه منبثق عن الفلسفة التفسيرية أو البحث الميداني Research Field ، لأنه يجرى في الميدان (Lodico, Spaulding, والوقوف على أبعادها الكامنة، والعوامل المؤثرة فى استمرارها وتطورها، شريطة أن يتم ذلك فى السياق الطبيعى للظاهرة، ودون قيام الباحث بأى إجراء من شأنه أن يعدل من مسارها أويعمل على نحو مخالف للحقيقة، كما ينطلق من فلسفة أن الحقيقة ليست واحدة وأنها متعددة ومتغيرة وتتشكل وتبنى تبعًا لفهم مجموعة من الناس أو الأفراد، ويختلف عن البحث الكمي الذي يركز عادةً على التجريب والكشف عن السبب أو النتيجة بالاعتماد على المعطيات العددية ، فهو "بحث يسعي بشكل منظم لاستكشاف وفهم ظاهرة اجتماعية ما في سياقها الطبيعي دون الاعتماد على المعطيات العددية والإحصائية. راشد بن حسين العبد الكريم، ٢٠١٢، ص 30) كما تقدم، تتعدد تعريفات البحث النوعى، فيما تتفق كل التعريفات على أن الهدف من البحث النوعي هو الفهم الأعمق لسلوك الإنسان وخبراته، ووصف عمليات بناء المعانى التى يستخدمها الناس وما هية تلك المعانى، فعلى النقيض مما هو موجود فى البحث الكمى لا يسعى البحث النوعى لجمع حقائق عن سلوك الإنسان يتحقق منها على ضوء نظرية معدة تمكن العلماء من التنبؤ بسلوك الإنسان من خلال التعميم، بل ينظر إلى سلوك الإنسان على أنه ظاهرة معقدة يصعب فهمها بهذه الطريقة، فالنظر للبحث من خلال منظور السبب والنتيجة أو التنبؤ يؤثر سلبًا على قدرة الباحث على النظر بشكل أعمق للمعانى التى يتضمنها السلوك البشري (شيرين عيد، ٢٠١٦ ، كما تقدم، البحث العلمي هو عملية منظمة غايتها (أ) الإجابة عن أسئلة بحثية محددة، (ب) استخدام مجموعة محددة مسبقًا من الإجراءات للإجابة عن الأسئلة التي تم تحديدها (ج) جمع الأدلة الكافية للإجابة عن الأسئلة البحثية، (د) الوصول إلى نتائج موثوق منها لم تحدد مسبقًا، (هـ) تطبيق النتائج (التعميم) التي تم التوصل إليها في سياقات أخرى(Mack Woodsong & MacQueen, Guest, Namey, 2005) وفي حاجة إلى من يتصدى لها بالدراسة والتحليل من مختلف جوانبها المتعددة. ونظرًا لأن نقطة البداية للبحث العلمي هي شعور الباحث بوجود مشكلة معينة يتعين دراستها في إطار مجال تخصصه العلمي، فإن هناك خطوات علمية يتعين عليه اتباعها لتحديد المشكلة وصياغتها ووضع الفرضيات العلمية لها، ثالثا: بلورة نوع البيانات التي ينبغي الحصول عليها. رابعًا: توضيح ما يمكن أن يسهم به البحث في تقدم المعرفة العلمية. وتلعب الملاحظة والتجريب دورًا كبيرًا في المراحل الأولى لدراسة أي ظاهرة، حيث إن الملاحظة من شانها أن تقود إلى إجراء تجربة، والتجارب قد تؤدي إلى مزيد من الملاحظات العلمية، بدء من مرحلة تحديد الظاهرة وتقييمها وانتهاء بفرض الفروض وتحقيقها والوصول إلى الاستنتاجات والنتائج. حيث يجب أن يتناول البحث مشكلة جديدة لم يتطرق إلى دراستها باحثون سابقون، أو مشكلة سبق بحثها من جوانب معينة، أو إعادة تناول ظاهرة سبق تناولها لكن من زوايا وأبعاد وجوانب جديدة أو استخدام أساليب وإجراءات بحثية جديدة في معالجتها. يجب أن ترتبط مشكلة البحث بالمشكلات الفعلية في المجتمع أو مجال التخصص، لأن ذلك سيجعلها غامضة وغير قابلة للقياس، وفي الوقت ذاته، يجب ألا تكون مقتضبة جدًا لدرجة قد تؤدي إلى فقدان مقوماتها الأساسية كمشكلة، فضلًا عن فقدان أهميتها وحيويتها وانعكاساتها التطبيقية، وإنما يجب أن تكون وسطًا بين هذا وذاك(Fred N, Kerlinger, 1964, p. وأن تمثل النتائج المترتبة على دراستها إسهامًا قيمًا في التقدم العلي والمعرفة الإنسانية.