إن الإنسانَ منذ وجودِه على الأرض يجمع طعامه من ثمار النباتات وأوراقها، كما يجمع ما يحتاج إليه للملبس أو المسكن من ألياف الأعشاب والأشجار، في تلك المرحلة كان أثره في بيئته لايتجاوز أثر غيره من آكلات الأعشاب، ثم تحول إلى مرحلة الصيد والقنص فتجاوز أثرُهُ البيئي أثرَ آكِلاتِ الأعشابِ إلى آكلاتِ اللحومِ، فازدادت بها قدراته على التأثير البيئي بشكل ملموس، ثم توصل الإنسان إلى مرحلة استئناس الحيوان والرعي، فازدادت بذلك درجة سيادته على الأحوال البيئية وتحسنت وأصبح باستطاعته استبدال النباتات البرية بنباتات يزرعها مستعملا مياه الأنهار التي عرف ضبطها لاحقا، ثم استحدث بعدها آلات الحرث والري والحصاد مستخدما في عمله الحيوانات التي استطاع تدجينها،