نشأة المناجمنت العمومي: تعود البداية النظرية للمناجمنت العمومي إلى األفكار اللبرالية التي تطورت خالل عقد السبعينات عندما استفحلت األزمة االقتصادية في الدول الصناعية، الداعية إلى ضرورة االنتقال من منطق الوسائل إلى منطق الن تائج وتق ليص حجم الدولة، والى الخوصصة وإدخال المناجمنت إلى السياسات العمومية. فقد كان أول ظهور للمناجمنت العمومي في الواليات المتحدة األمريكي تعاني من مشاكل بسبب عملها المبني على منطق الوسائل وغياب الرقابة وعدم االهتمام بالنتائج، حيث تم التفكير في استخدام نفس أدوات القطاع الخاص وتطبيقها تدريجيا في القطاع العمومي ومن أشهر االقتصاديين اللبراليين على رأس هذا االتجاه )فون حايك :Hayek .-مفهوم المناجمنت العمومي الجديد: من التعاريف التي أعطيت للمناجمنت العمومي الجديد نذكر ما يلي: التعر يف01 :عرفه (Gibert (بقوله:"المناجمنت العمومي الجديد هو التوجه باإلدارات العمومية نحو إدارة األعمال".من خالل الت عاريف السابقة نستنتج أن المناجمنت العمومي هو نظام جديد إلدارة المنظمات العمومية اإلدارية، يقوم على تبني اإلدارات العمومية أساليب وتقنيات اإلدارةالمطبقة في القطاع الخاص، وذلك من أجل تحقيق فعالية أكبر في الخدمات العمومية التي تقدمها هذه األخيرة للمواطنين. 3 -مبادئ المناجمنت العمومي الجديد:إدخال آليات اقتصاد السوق على القطاع العمومي، وبالتالي إضفاء نوع من المنافسة بين المنظمات العمومية، وبين القطاع العمومي والقطاع الخاص. ✓ تحويل أدوات وأساليب اإلدارة المطبقة في القطاع الخاص الى القطاع العام، واالستفادة منها في مجال تقديم الخدمات العمومية . ✓ السعي إلى تحقيق الفعالية والفاعلية في األجهزة اإلدارية للدولة و تحسين أدائها من خالل ترشيد استعمال المورد العمومي، ✓ يقدم المناجمنت العمومي الجديد مفاهيم حديثة في التسيير مثل : الفعالية،الخ. ✓ يبنى المناجمنت العمومي الجديد على مبدأ التمايز، وهذا بسبب اختالف البيئات التي تعمل فيها المنظمة حتى ولو كانت تمارس نفس النشاط. ما تجدر اإلشارة إليه هو أن تطبيق المناجمنت في المنظمات وأخرى كمية.- االتصال الداخلي، وبين المنظمة وزبائنها من جهة أخرى، وذلك في إطار ما يعرف باالتصال الخارجي. ب- الوسائل الكمية للمناجمنت العمومي الجديدالمحاسبة التحليلية باعتبارها أداة تساهم في التحكم في التكاليف )تحقيق الفاعلية( وكنظام معلومات إلعداد الميزانية، تسيير الموارد البشرية باعتبار أن المورد البشري يعتبر أهم عوامل اإلنتاج . 5 -مساهمات مختلف المدارس في المناجمنت:-المدرسة الكالسيكية )1990 -1930 :)ظهرت المدرسة الكالسيكية في بداية القرن 20 ،ركزت على عمليات التحليل االقتصادي انطالقا من أن حوافز العمال تجاه العمال هي العوائد المادية، مما يقضي التركيز على وضع نظام فعال لألجور والعالوات، وبذلك تكون المدرسة الكالسيكية قد اعتبرت أن االنسان هو عبارة عن آلة أو أداة لتنفيذ العمل، الهياكل التنظيميةرواد المدرسة الكالسيكية: أ- فريدريك تايلور )Taylor.F( )1856 -1915 :)عمل "تايلور" على تجسيد أفكاره بأفران الصلب كونه يعمل كمهندس بمصانع الصلبخالل كتابه "أساسيات االدارة العلمية" الذي نشره عام 1911 ،وضح من خالله أن ادارة المنظمة هي عبارة عن علم وليست قدرة فردية أو عبقرية شخصية، كما أنه وضع نظاما لألجور يرتكز على حجم االنتاج بدال من ساعات العمل- هنري فايول )Fayol.H( )1841-1925" : )فايول" مهندس فرنسي، هو أول من أشار الى ما يعرف بــ"الوظيفة االدارية"، فبينما نظر "تايلور" لالدارة من أسفل نظر اليها "فايول" من أعلى )االدارة العليا(، وبينما سعى "تايلور" الى تحقيق الرشادة التامة في االنتاج سعى "فايول" الى تحقيق الرشادة التامة في االدارة، حيث أشار في كتابه الى الوظائف األساسية لالدارة وهي: -التخطيط: يعني رؤية المستقبل في الحاضر، وينطوي التخطيط على التنبؤ باألحداث المست قبلية التي تسمح بوضع خطة عمل -التنظيم: تعبئة الموارد من أجل تحقيق األهداف المسطرة -القيادة: ادارة وتوجيه األفراد من خالل اصدار األوامر -التنسيق: توجيه الجهود للعمل معا من أجل تحقيق األهداف الموضوعة -الرقابة: أي الوقوف على مدى تحقيق األهداف المسطرة وتحديد االنحرافاتماكس فيبر (Weber.M( (1864 -1920" :)فيبر" عالم اجتماع ألماني هو من قدم النموذج البيروقراطي كأسلوب لالدارة، حيث اعتبر أن النظام البيروقراطي هو أحسن نظام الدارة المنظمات، يرتكز هذا النظام على اتباع اجراءات واضحة في االدارة،ثابتة، واضحة واضح للسلطات والمسؤوليات بالنسبة لكل مستوى، كما أن هناك اتصال من األعلى الى يتم تنظيم األفراد في هيكل تنظيمي يعتمد على التسلسل الهرمي، أين يكون هناك تحديد تقسيم العمل األسفل -يكون لكل وظيفة مجال اختصاص محدد رسميا بمعنى اضفاء الطابع الرسمي على المهام -الفصل بين الحقوق الفردية والحقوق الرسمية التدرج في المسار المهني يكون مبني على معيار الكفاءة وعدم التمييز اختيار العاملينحدود المدرسة الكالسيكية: يمكن تلخيص حدود المدرسة الكالسيكية فيما يلي: -اعتبرت المدرسة الكالسيكية أن المنظمة عبارة عن نظام شمولي ولم تأخذ االختالف الموجود بين المنظمات بعين االعتبار -اعتبرت المدرسة الكالسيكية أن االنسان عبارة عن آلة وأن الحوافز المادية هي المحرك األساسي والوحيد للرفع من االنتاجية ولم تأخذ االحتياجات المعنوية للعاملين بعين االعتبار كالحاجة للتقدير واالعتراف بالمجهود مثال -لم تأخذ المدرسة الكالسيكية العالقات االنسانية بين األفراد والجماعات داخل المنظمة بعين االعتبار -لم تأخذ المدرسة الكالسيكية عالقة التأثير والتأثر الموجودة بين البيئة والمنظمة، حيث اعتبرت المنظمة عبارة عن نظام مغلق مدرسة العالقات االنسانية )1930-1960 :)لقد سعت مدرسة العالقات االنسانية الى اعادة رفع االنتاجية من جديد بعدما انخفضت في ظل المدرسة الكالسيكية، وقد اهتمت مدرسة العالقات االنسانية على خالف المدرسة الكالسيكية بالبعد االنساني للعامل واعتبرت أن له يدا وقلبا، ومن بين المبادىء التي تقوم عليها هذه المدرسة نجد: -أخذ الجانب االنساني للعامل بعين االعتبار -ضرورة االهتمام بتحسين ظروف العمل المادية والمعنوية -أخذ جماعات العمل غير الرسمية بعين االعتبار رواد مدرسة العالقات االنسانية: يتمثل أهم رواد هذه المدرسة في: التون مايو، أبرهام االهتمام بالمناخ التنظيميأ-التون مايوو ابراز أهمية الدور الذي تلعبه العالقات االنسانية في السلوك التنظيمي في المنظمة، وقد ارتكزت بحوثه على مسلمة "تايلور" التي مفادها أن االنتاجية مرتبطة فقط بالظروف المادية، وأن المقابل المادي هو الوحيد الذي يحفز العمال على العمل، فترات الراحة، نظام دفع األجور ."المشاكل االنسانية في الحضارة الصناعية"، تتمثل هذه النتائج في: ألن ذلك قد يسمح بتوحيد وجهات النظر ومناقشة مشاكل العمال والعمل والتعاون على حلها العمل هو نشاط فريق جماعي وليس فردي )ضرورة وجود اتصال بين العمال أثناء العمل -الحاجة الى االعتراف باألمن والعرفان واالحساس باالنتماء الى الجماعة أكثر أهمية وتأثيرا في نفسية العاملين، وفي انتاجيتهم من تأثير الظروف المادية، وانما هو شخص يمتلك شعورا وأحاسيس، واحتياجاته ليست كلها مادية بل منها ما هو معنوي )الرجل االجتماعي(. -عدم وجود مشرف على كيفية أداء العمل يدفع العمال الى التغلب على التكرار وابتكار طرق أخرى ألداء العمل، كما أن هذا ينشىء لديهم نوعا من الشعور بالمسؤولية، على عكس ما كان ينادي به "تايلور". -التنظيم غير الرسمي يتكون بطريقة تلقائية بين أف ارد المجموعة قصد اتباع طريقة واحدة للوصول الى هدف جماعي واحد،