يُعرّف النصّ السياسة التربوية من خلال دراسة أصول المفاهيم اللغوية للتربية، مُشيرًا إلى غياب التمايز اللغوي بين التربية كفعل، وكفن، وكعلم في الثقافة العربية. ويرجع ذلك إلى غياب التفكير النقدي في هذا المجال. اشتُقّت كلمة "تربية" لغويًا من معاني النمو، والإصلاح، والتغذية، والاستخراج، لتُغطي فيما بعد مجالات سيكولوجية وثقافية متنوعة. يُحدد النصّ تعريف التربية المنهجي بناءً على عدة أسس: الفلسفة التربوية السائدة، وطبيعة النظرة للإنسان، والاتجاهات السياسية، والتطورات العلمية، ووجهات نظر المفكرين، والبعد الأيديولوجي. يُناقش النصّ تعريفات التربية عند فلاسفة ومفكرين مختلفين، كالمثاليين ( سقراط، أفلاطون، الغزالي)، وروسو (النزعة الطبيعية والتربية السلبية)، وكانط (حرية الإنسان وحتميته)، بالإضافة إلى تعريفات لودج، وميلتون، وتوماس الإكويني، وهيجل، وهورن، وأرسطو طاليس، ورفاعة الطهطاوي، وستورات ميل، وسبنسر، وبستالوتزي، ودوركهايم (المنظور الاجتماعي)، وجون ديوي (البراغماتية). كما يُبيّن النصّ مفهوم التربية في الإسلام، كمنهج متكامل يُعنى بالجسم والروح والعقل، ويهدف لبناء الإنسان وصياغته لحمل رسالة الاستخلاف في الأرض، مُسلّطًا الضوء على دور الأسرة، والمسجد، والمجتمع، والإعلام في العملية التربوية في ظل تحديات العولمة. أخيرًا، يُعرّف النصّ العلاقة المتكاملة بين التربية والتعليم كمحرّك أساسي لبناء المجتمعات وتطور الحضارات، مُشيرًا إلى دور الإسلام في مجال التربية والتعليم منذ بزوغ فجر الإسلام.