البعد الاقتصادي في فكر ابن خلدون والمقريزي حضارات الأمم الغابرة. المعرفة إلا أن ذلك لا يبخس حق المفكرين والعلماء مهما كانت مساهماتهم وآراؤهم بغض المجالات العلمية وحقول المعرفة. فمؤرخو الفكر البشري والدارسون لتطور الحركة الثقافية الإنسانية يدركون ما لهذا التراث الإسلامي من ثراء وقوة وعمق في الطرح، وإن كان بل ويقفزون على مراحل التاريخ، إذ ينتقلون من مرحلة الحضارة اليونانية وتحليل نظريات أرسطو وسقراط وغيرهم إلى بداية النهضة في أوربا وظهور رواد الفكر التجاري ويهملون دراسة مساهمات المفكرين المسلمين وخاصة في الاقتصاد خلال قرون عديدة. بل إنهم كانوا السباقين إلى التأصيل والتأسيس للكثير من وعليه فإن الباب الأول من هذا البحث يعتبر عمدته وزبدته لأنه خصص لدراسة البعد الاقتصادي في فكر ابن خلدون والمقريزي، بكشف الغمة؛ وذلك ضمن فصلين؛ - الفصل الأول: البعد الاقتصادي في فكر ابن خلدون -الفصل الثاني: البعد الاقتصادي في فكر المقريزي. الفصل الأول: البعد الاقتصادي في فكر ابن خلدون لقد أصبح من المتفق عليه إلى حد كبير بين الباحثين صعوبة استنباط وتحليل آراء ابن خلدون في الاقتصاد والسكان باعتباره اهتم بعلم العمران وركز على كتابة تاريخ العالم العربي كما جاءت فقط بالقدر والحجم أو فصل مستقل. وهذه النظريات الاقتصادية التي وضعها وحللها ابن خلدون مازالت مطروحة إلى اليوم وتعيد إنتاج نفسها في المجتمعات الحالية، ومعنى ذلك أن فكر ابن خلدون الاقتصادي ليس وفي هذا الفصل ترد أهم القضايا الاقتصادية التي تناولها والتي ترقى في أغلبها إلى نظريات وذلك في ثلاثة مباحث. والحرية الاقتصادية. - المبحث الثاني: نظرية الإنتاج ، وأنواع النشاط الاقتصادي والمالية العامة. تعتبر نظريات العمل والقيمة، والحرية الاقتصادية من أهم النظريات التي اهتم بها هذا العمل الذي ينتج الحاجات المختلفة فإنه يتطلب توفر مجموعة من الشروط والضوابط ليسود السعر الطبيعي وعليه فسيادة قانون العرض والطلب. يتضمن المطلب الأول ثلاثة فروع؛ ثم دراسة نظرية العمل لدى ابن خلدون من خلال أهمية تقسيمه، " العمل: المهنة والفعل، واستعمل فلان غيره إذا سأله أن يعمل له. لنفسه. " 1 والعمالة حرفة العامل، ومنه العاملة التي تستعمل في فالعمل هو فعل شيء عن قصد من فاعله. أي الأشياء التي تشبع الحاجات بطريق مباشر أو غير مباشر" 3. " ويميز الاقتصاديون بين الألم المادي الذي يسببه العمل الجسمي والذهني الذي يقوم به العامل، والألم الأدبي ويقصد به كون العامل مضطرا للقيام بالعمل" 4