كان العالم يتهيأ لعصر من التغيرات العميقة التي ستغير مجرى التاريخ إلى الأبد. كانت أوروبا تعيش في حالة من التوتر المتصاعد، حيث تداخلت التحالفات السياسية وتعاظمت النزعات القومية. التي حكمتها إمبراطوريات عظمى لقرون، كان هناك تنافس شديد على المستعمرات والموارد، وتحالفات عسكرية جعلت من أي نزاع محلي تهديدًا بالتحول إلى صراع شامل. كان اغتيال الأرشيدوق فرانز فرديناند في مدينة سراييفو شرارة أشعلت الحرب العالمية الأولى، وأخرجت أوروبا من حالة السلام النسبي التي عاشتها لعقود. لم تكن تلك مجرد رصاصة قتلت ولي العهد، بل كانت طلقة مدوية أشعلت نيران الصراعات المتراكمة وأظهرت الوجه القبيح للحروب الحديثة. انطلقت بعدها سلسلة من التحالفات والردود العسكرية التي حولت نزاعًا محليًا بين النمسا وصربيا إلى حرب شملت معظم دول العالم. لم تكن أوروبا قد تعافت من جراحها حتى بدأت بذور صراع جديد في النمو. التي وُقعت بعد الحرب العالمية الأولى، بمثابة نقطة انطلاق لمرحلة من الغضب والانتقام. فرضت المعاهدة شروطًا قاسية على ألمانيا، تاركة البلاد في حالة من الفقر والإذلال والغضب الشعبي، ما فتح الطريق لصعود الأنظمة القومية المتطرفة. وفي ظل انهيار اقتصادي عالمي، نشأت قوى جديدة في أوروبا وآسيا تبحث عن الانتقام واستعادة الهيمنة. برز أدولف هتلر في ألمانيا وبنيتو موسوليني في إيطاليا، وشرع كلاهما في تحدي النظام العالمي الذي أرساه الحلفاء بعد الحرب الأولى. معلنة تحديًا جديدًا على الصعيد العالمي. انطلقت الحرب العالمية الثانية، الحرب التي ستشهد أفظع المعارك وأكبر الكوارث الإنسانية في التاريخ. نتعرف على أسباب اندلاع الحربين العالميتين، والقرارات الخاطئة التي اتخذها القادة، والتحالفات التي أدت إلى صراعات شاملة، وكيف انطلقت الدول من رغبات التوسع والطموحات القومية إلى دمار لا يوصف. إنها قصة تدور حول الطموح والجشع والخيانة والشجاعة، حيث اختلطت فيها الخطط السياسية مع مآسي الشعوب، وانتهت بتغيير وجه العالم إلى الأبد.