التقرير الصحفي بأنواعه المختلفة فن يقع ما بين الخبر والتحقيق الصحفي، ويتميز بالحركة والحيوية في مجموعة المعارف والمعلومات التي يتضمنها، كما أنه لا يقتصر على استيعاب الجوانب الجوهرية أو الرئيسية في الحدث فقط مثل الخبر، إنما يستوعب أيضاً وصف الزمان والمكان والأشخاص والظروف التي ترتبط بالحدث، ويسمح كذلك بإبراز الآراء الشخصية والتجارب الذاتية للمحرر الذي يكتبه، ولا يقتصر فقط على الوصف المنطقي والموضوعي للأحداث. كلما كان المحرر شاهد عيان على الحدث زادت فرصة النجاح أمام التقرير الصحفي، وإضافة إلى ذلك فيفضل أن تظهر شخصية المحرر حيث يكون من حقه أن يعرض انطباعاته الشخصية وآراءه وأحكامه واستنتاجاته، وأن يقدم الأشخاص ويعرض وجهات نظرهم، بل يمكنه أيضاً أن يقدم معلومات ذات طابع وثائقي. وفيما يتعلق بالأسلوب فإن التقرير الصحفي لا يصلح له إلا الأسلوب البسيط الواضح والجمل القصيرة وجمع أكبر قدر من الحقائق والمعلومات في أقل قدر ممكن من الكلمات، وهو في ذلك لا يعنيه أن يسجل كل الحقائق بالأرقام أو يدعمها بالبيانات والإحصاءات والرسوم الإيضاحية وغيرها. وأخيراً فإن التقرير الصحفي غالباً ما يكتفي بزاوية واحدة أو اثنتين من زوايا الخبر أو الفكرة أو القضية التي يتناولها، وقد تكون الزاوية إنسانية أو سياسية أو فكرية أو اجتماعية أو اقتصادية من دون أن يتطرق إلى باقي الجوانب التي هي مهمة التحقيق الصحفي.