مارتين فيك ماغنوسن: المشتبه به الفارّ من وجه العدالة يُقرّ لبي بي سي بضلوعه في وفاتها اعترف نجل الملياردير الذي فرّ إلى اليمن بعد ساعات قليلة من مقتل طالبة في لندن منذ خمسة عشر عامًا، لبي بي سي بأنّه اضطلع بدورٍ ما في مقتلها. مدفونة تحت الأنقاض في الطبقة السفليّة لأحد المنازل في شارع Great Portland سنة ألفين وثمانية. فاروق عبدُ الحق، لم يسبق له أن تكلّم في هذه القضيّة. وقال لبي بي سي إن وفاةَ مارتين فيك ماغنوسن كانت نتيجة "حادثٍ جنسي" انتهى إلى نتيجة غير مرغوب فيها. لأنّ الوقت "تأخّر جدًّا". وأنا يمنيّة بدوري. لذا كانت هذه القصّة في طليعة اهتماماتي عندما التحقت بالعمل مع بي بي سي كصحفيّة عام الفين وأحد عشر. كان هدفي الأساسي حينها الحصول على أجوبة من قِبل أسرة مارتين، وهم يعتبرون مقتلها امتحانًا للقانون الدَّولي، ولكنّه تغاضى عنهم جميعًا. غير أنّ خلفيّتنا اليمنيّة المشتركة ساعدتني في الحصول على ثقته. أرسل لي مجموعة من الرسائل النصيّة تضمّنت ما أصبح يُعتبر سلسلةً من نصوص المكاشَفة. لم يستخدم قطّ اسم مارتين، مفضِّلًا استخدام كلمة "حادثة". ولكنّ تقريرُ الطبّ الشرعي أوضح تفاصيل العنف الذي أدّى إلى وفاة الطالبة النرويجية - نتيجةً لتعرّضها "للضغط على العنق"، تُرِك على جسدها ثلاثة وأربعين أثرًا من آثار الجروح والخدش، "ومنها ما يدلّ بوضوح على تعرّضها لاعتداء كالذي يسبّبه العراك". ودرس كلٌّ من فاروق ومارتين في معهد "ريجنت لإدارة الأعمال" في لندن، وكانت مارتين تأمل أن تحظى بوظيفة في قطاع المال والأعمال في العاصمة. كانت آخر مرّة رآها فيها أصدقاؤها وهي على قيد الحياة في الساعات المبكّرة ليوم الرابع عشر من آذار مارس عامَ ألفَين وثمانية، وذلك في نادي "مادوكس" الليلي ذي العضويّة الحصريّة في ضاحية "مايفير"، ولكنّهم يقولون إن مارتين كانت تريد أن تتابع الاحتفال - وتُظهِر كاميرات المراقبة أنها غادرت برفقة فاروق في الثانية والدقيقة التاسعة والخمسين فجرًا. ولا يوجد شهود على ما حدث بعد ذلك. وقبل أن تشرق الشمس كانت (مارتين) قد فارقت الحياة - مع أنّ جثّتها لم تُكتشف إلاّ بعد أربعٍ وعشرين ساعة على الأقل. وكان فاروق عندها قد غادر المملكة المتحدة على متن طائرة متوجّهة إلى القاهرة. وهناك استقلّ طائرة والده الخاصّة متوجّهًا إلى اليمن. ويصرُّ محاميه على كونه بريئًا من جريمة القتل. فاروق لم يكن مواطنا يمنيًّا عاديًّا. وتجارة المشروبات الغازيّة والنفط والسلاح، ناهيك عن كونه صديقًا مقرّبًا للرئيس اليمني في ذلك الوقت على عبدالله صالح. من لندن. وكان والد فاروق قد توفّي كما أطيحَ بالرئيس صالح. وتساءلت حينها ما إذا كنت سوف أفلح في جعل فاروق يتكلّم. غير أنني كنت أعرف أيضًا أن المسألة لن تكون سهلة. وحين تمكّن أحد الأصدقاء من الحصول على رقمه، وبعثتُ إليه برسالة، أعطيته اسمَ الضاحية الثريّة التي نشأت فيها، وما أسرع ما تخلّى عن حذره وارتفع عنده منسوب الفضول. خصوصًا أنني لم أخفِ وظيفتي منذ البداية. أجبتُ مباشرةً أنني صحافيّة. وبالرغم من ثروته الطائلة، تبادلنا قصصًا عن التزلّج في المنتجع السويسري ذاتِ، والدراسة في مدارس بمناهج دوليّة، وهنا بدأ ينفتح شيئًا فشيئًا. "قلت لكِ إسمي الحقيقي، لا يمكنني العودة إلى المملكة المتحدة لشيءٍ جرى هناك". ولكن يجب ألاّ يغيب عن البال أن فاروق موغِلٌ في العزلة. لم يسمع أيٌّ من أصدقائه الذين تحدثت إليهم شيئًا عن أخباره منذ فراره. أمّا وقد أصبح فاروق مستعدًّا للإفصاح عن المزيد، وما يثير الدهشة أنّ هذا لم يمنعْه عن الكلام. "أولاً، في الوقت ذاته، كنت أجري مقابلات أيضًا مع أشخاصٍ على علاقة بالقضيّة، وهذا ما جعل التحقيق واحدًا من أكثر التحقيقات صعوبة بين التي عملت عليها حتى الآن. ظلّ هاتفي يطنّ مؤشّرًا على ورود رسائل فاروق. "نينا برانتزِغ" و"سيسيل ضال" اثنتان من صديقات مارتين اللواتي كنَّ معها في نادي مادوكس ليلة موتها. وأنّه غضب عندما التقطت إحداهنّ صورة له مع مارتين، بالرغم من أن مارتين لم تكن على دراية بأي شيء غير اعتيادي. صديقة أخرى لمارتين واسمها "تالا لاسّن" تقول إنها تظنّ أن فاروق حاول مرّةً تقبيلَ مارتين، في الواقع، وتُظهرُ كاميرات المراقبة أنها غادرت النادي الليلي وقد شبكت يدها بيد فاروق. كان فاروق قد غادر المملكة المتحدة. وعلمت الشرطة أنه غادر على متن رحلة تجاريّة من لندن إلى القاهرة، ولكنّها لم تكن تملك تفاصيل أخرى عن هروبه. تمكنت من الوصول إلى أقرب أصدقاء والد فاروق في لندن. سوف أطلِق على هذا الرجل اسم سمير. وأضاف سمير أنّه بينما كان خارج المنزل لسحب النقود، أوضح سمير لي. وأضاف أن فاروق اشترى بطاقة على متتن أقرب رحلة إلى القاهرة، وهو مكان لم يسبق لفاروق أن عاش فيه، رجل الأعمال الأردني عبدالحي المجالي. قال لي (عبد الحي). وتعترف "جيسيكا وادسوورث" الشرطيّة التي قادت التحقيقات في القضية، أنّها شعرت بخيبة أمل كبيرة عندما أدركت أين ذهب فاروق. حيث تكتشفين بعد انقضاء ثلاثة أو أربعة أيّام، قالت جيسيكا. وأعرب لي والدُها، "أودّ بِتِر ماغنوسن" عن الهول الذي شعر به عندما ذهب إلى المشرحة للتعرّف على جثة ابنته. كأبٍ متعطّش لتحقيق العدالة، راسل "أودّ بِتِر" الملكة إليزابيث الثانية في العام ألفين وعشرة، وهي بدورها أحالت قضية القتل إلى رئيس بلديّة لندن وقتذاك "بوريس جونسون". من أجل حلّ القضيّة. واستمرّيت على اتصالي به بصورة دوريّة على مدى الاثني عشر عامًا الماضية، والآن، وقد حصلت أخيرًا على فرصة سانحة للاستماع إلى رواية فاروق عمّا حدث تلك الليلة، أن أنقّب عن عن الحقيقة بشكلٍ مباشر. فكلّ شيء ضبابيّ عندي. فاروق: "مثلًا إذا ما شممت رائحة عطرٍ نسائي معيّن، أخيرًا تحدّثت إليه عبر الهاتف. قال لي مرّة. وأعتقد أيضًا أنهم يريدون أن يجعلوا منّي أمثولة للغير، لقد تأخّر الوقت لذلك". ولكنّه قال لي، إنّه يفضّل أن يتمّ اللقاء في منزله - وهي مجازفة لم أكن لأرتكبها. أظنّ أنّه يجب أن يقوم أحد بذلك"، هذا ما قاله لي خلال مكالمة هاتفيّة. في الواقع، إذا لم يكن هناك ما أتذكّره بشأن ما حدث، عندما عدت إلى لندن، فبعثت برسالة نصّية مفادها أني سأكون دائمًا راغبةً في معرفة ما حدث. "حادثة جنسية انتهت بشكلٍ خاطئ". أجاب بكلمة مفردة: "كوكايين". "ثقي بأنّني في الواقع (. [كلمة بذيئة]" كما ورد في رسالته وذلك بسبب] "مغادرة البلاد ونقل الجثّة". ثم سألته ما إذا كان خطرَ في باله أن يسلم نفسه، "تأخّر الوقت يا نوال" كان الوقت قد حان لأن أخبرَ والد مارتين عن تبادل الرسائل بيني وبين فاروق. شعر "أودّ بِتِر" بصعوبة الإستماع إلى مكالماتي الهاتفيّة مع فاروق. مع أسرتنا، ولكنني آمل أن يكون الحل وفقًا للمعاييري الأخلاقيّة". وعمّا إذا كان يريد توجيه كلمة لفاروق، فإن عائلتنا أيضًا تستحقّه". بطبيعة الحال،