وترسم لهم طريق الخلاص وسبيل النجاة. رابعاً : خصائص الثقافة الإسلامية مطلوب تتسم الثقافة الإسلامية بخصائص تميزها عن غيرها من الثقافات السائدة في الأرض ومن أبرز هذه الخصائص (1) الربانية: لأن الثقافة الإسلامية تستمد معارفها من الوحي الإلهي الكتاب والسنة) وما استنبطه العلماء المسلمون من هداياتها، وهي تدعو إلى توحيد الله تعالى وإلى مكارم الأخلاق، وإلى : نشر الخير، لقد كان التزام المسلمين بهذه الصبغة خير دعاية لمبادئهم مما جعل الشعوب يدخلون في دين الله أفواجاً، وفتحت لثقافتهم وأخلاقهم القلوب قبل البلدان. (۲) ملاءمتها للفطرة الإنسانية فالذي خلق الإنسان هو الذي أوحى إلى رسوله محمد بهذه الهدايات؛ وتنظيم علاقاته مع غيره، وإشباع أشواقه الروحية، فأدخلت الطمأنينة إلى نفسه وحققت له السعادة والرضا. الإيجابية تتسم الثقافة الإسلامية بالإيجابية، فمن مهمات الإنسان في هذه الحياة: الاستخلاف في الأرض وإعمارها، يقول عز من قائل : ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوقَ بَعْضٍ دَرَجَاتِ لَيَبْلُوَكُمْ فِي مَا ءَاتَكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ( ) [الأنعام: ١٦٥]. فالكون كله ميدان لعمل الإنسان وتجاربه. ) الشمول والكمال الثقافة الإسلامية تأخذ شمولها وكمالها من الرسالة الإسلامية الخالدة التي يقول عنها منزلها : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِنِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا .