في جوّ مثلجٍ شديد البرودة، كان هناك ملكةٌ جميلةٌ تحيكُ ثوباً على نافذةِ قصرها. وعلى غفلةٍ منها شكّت الإبرة إصبعها، فنزلت قطراتٌ من دمها على الثّلج. وعندما رأت الملكة الدّمَ الأحمرَ على الثلج شديد البياض، تمنّت أن تُرزقَ طفلاً ذو شعرٍ شديد السّواد، وفي وقتٍ غير بعيد رُزقَت الملكة ما تمنّت، فأنجبت فتاةً بيضاء كالثّلج أسمتها بياض الثّلج أو فلّة. وبعد فترةٍ مرضت الملكة مرضاً شديداً، وتركت الطفلة فلّة والملك وحيدانِ في قصرٍ كبير. تزوّج الملك امرأةً جميلةً، فقد كانت مغرورةً بجمالها، تسألها في كل يوم: يا مرآتي! هل في البلاد أحدٌ أجمل منّي، إلّا أنّ الحال لم يبقَ على حاله، فبعد أن أصبحت فلّة في السّابعة من عمرها، سألت الملكة مرآتها: يا مرآتي! هل في البلاد أحدٌ أجمل منّي. فأجابتها: أنتِ جميلةٌ لكنّ فلّة أجمل منكِ. صُدمت الملكة بهذا الجواب وأصابَ قلبها الكُره والحقد على فلّة فقررت قتلها. طلبت الملكة من خادمها الصّياد أن يأخذ فلّة إلى الغابة ويقتلها، ويأتي إليها بقلبها وكبدها مقابلَ مكافئةٍ مجزية. فقبل الصيّاد وأخذ فلّة معه إلى الغابة، وعندما وصل منتصف الغابة أخبر فلّة أنّ الملكة طلبت منه قلتها. فأخذت فلّة تبكي وتستعطف الصيّاد بألّا يقتلها، وحتّى تتركها الملكة وشأنها قررّ الصيّاد أن يقتلَ غزالاً ويأخذ قلبه وكبده على أنّهما لفلّة. وعند عودته للملكة فرحت فرحاً شديداً وكافأته على حسنِ صنيعه. وعندما دخلت وجدت طعاماً مجهّزاً على مائدةٍ لسبعِ أشخاصٍ، كي يتبقى ما يكفي من الطعام لكل واحدٍ من سكّان الكوخ، ثمّ توجّهت إلى غرفة النّوم، كانَ الكوخُ لسبعة أقزامٍ يعملونَ نهاراً ويعودونَ ليلاً، وعند عودتهم رأوها نائمةً في سريرهم.