تطورت تكنولوجيا الاتصالات ، واتسعت وكة الإعلام والاتصال ، حتى أنها أصبحت علامة من العلامات البارزة المميزة لثورة الديمقراطية الحديثة التي اجتاحت عالمنا المعاصر ، والتي كان لها عظيم الأثر في قلب النظم و الخيار الأيديولوجيات ، وتداخل الثقافات فلقد بلغت الاكتشافات التكنولوجية في مجال الإعلام والاتصال درجة مذهلة في تطورها وكفاءة أدائها (25). وفي الوقت الذي ساعدت فيه ثورة الاتصال على التحرر من بعض الأفكار والأيديولوجيات ، من أقوي الأسباب التي أدت إلى فرض الهيمنة الغربية في مجال الاتصال، الأمر الذي يعرضنا لمخاطر الغرو الثقافي الأمريكي . الأوروبي) بتداعياته من تحديد لأصالة فكرنا العربي وذاتيته الثقافية والحضارية (26). فلقد أصبحت وسائل الاتصال الآن من أكثر الأساليب الدبلوماسية فعالية ، "لما لها من قدرة على النفاذ وإحداث التغيير المطلوب في الأفكار والثقافات بحصيلتها من التراث والقيم والمعتقدات والعادات والأخلاق والسلوك (27)، وما يترتب عليها من آثار تغير من طبيعة الإنسان عامة والإنسان المصري خاصة ويمكن بلورة الآثار السلبية لثورة الاتصال على المجتمعات النامية - ومنها مصر - باعتبارها مجتمعات متلقية ومستهلكة لما يعرض لها من أفكار وأنباء وثقافات - فيما يلي: وهي لا تتوقف عند الوسائل السمعية التي تبثها و كالات الأنباء والإذاعات الأجنبية المختلفة، المهيمن الوحيد على صياغة الأفكار وتشكيل الآراء . فرض . بعض الهويات الثقافية المستهدفة بزعم أنها خصائص ثقافية عالمية يتطلبها التقدم العلمي والتقني الحديث ، وأيضا طرح بعض الأسس التي ترسخ النظام العالمي الجديد بالقدر الذي يخدم مصالحها . ويق لمل من شأن الدول النامية (28). وأبرز مثال علي ذلك هو تشويه الأحداث التي تقع في العالم الثالث ، مثل الأزمات والانقلابات والحوادث التي تقع فيها . الأنباء العالمية بحكم ما يتوفر لها من إمكانيات (29). ب الاختراق الثقافي : الأمر الذي له تأثيره البالغ على السلوكيات والقيم الاجتماعية والثقافية في دول العالم الثالث ، وخاصة دول العالم الإسلامي ومنها مصر ولقد حدث ذلك بالفعل عندما فرضت حركة السوق العالمية مقتضياتها علي السلوك العربي والمصري ، رغم اختلافاتهم الفكرية والمذهبية . يتفقون علي أن بناء فيلا ، واقتناء سيارة ، ودراسة الأبناء في أحدث الجامعات الغربية ، وفي ذلك انتصار كبير للمجتمع الغربي، والتنوع في أنماط الحياة (30). الشركات عابرة القوميات إلى احتواء الجماهير وإغراقها بالسلع الثقافية الرخيصة لإشباع غرائزها ،