وهي أيضاً جزء لا يتجزأ من بهارات الكاري وخليط الحر المطحون ولذلك يرتبط اسمه كثيرا بالمطابخ الهندية والمكسيكية والفيتنامية وولاية تكساس الأميركية وكوبا. * تاريخ الكمون القديم أما الرومان وأهل اليونان القدماء فقد استخدموا الكمون كبهار أيضاً لتحسين طعم المآكل وكمادة من المواد الطبية والتجميلية رغم أنها كما يقال تجعل البشرة تبدو شاحبة مما يفيد في عمليات التجميل والتمثيل قديما وحديثا. واستخدم أبناء الحضارة السلتية التي كانت تمتد من كرواتيا إلى الجزر البريطانية في القرن الأول قبل الميلاد، ولهذا السبب يعتقد الكثير من المؤرخين أن موطن الكمون في الماضي كان سوريا لأن الكمون يحب الأرض القاحلة والحارة وسوريا توفر ذلك للكمون بسهولة. * الكمون في الفلكلور الشعبي فيقال عن الإنسان البخيل «أبو كمونة». وكان هنالك إغريقي كان يلّقب على سبيل المزاح بالكمون، وشحه وجشعه بسبب الصفات التي اكتسبها على أثر أكله الكمون. ويقال إن الألمان الذين كانوا يعيشون بالقرب من الغابات كانوا يخافون من تناول الكمون لاعتقادهم بأن تطالهم أراوح الغابة. وحاليا يأتي معظم الكمون حول العالم من تركيا وباكستان وسريلانكا والهند وسوريا وأوزباكستان وطاجيكستان والمغرب ومصر وتشيلي والمكسيك. وقد وصل الكمون إلى العالم الجديد أو إلى أميركا عن طريق الإسبان والمستعمرات الإسبانية التي تأسست بعد وصول كولومبس نهاية القرن الخامس عشر. * الكمون نباتيا وعلميا الاسم العلمي للكمون هو كمونيم - سيمينوم - Cuminum cyminum - وتنتمي بذور الكمون والكراوية والبقدنوس والشبث إلى نفس العائلة وهي فصيلة الخيميّات. أوراقه مركبة رفيعة لونها أخضر داكن ويحمل النبات أزهاراً صغيرة بيضاء مستطيلة تنشق كل منها بسرعة عند جفافها إلى ثميرتين منحنيتين. الكرماني والحبشي والكمون الحلو المعروف بالآنسون أو يانسون والأرمني وهو الكراوية بالإضافة إلى البنطي والكمون الأسود المعروف باسم حبة البركة، جاءنا اسم كمون الإنجليزي - Cumin من اللغة الفرنسية مباشرة ومن كلمة كمون - Cumin التي أخذها الفرنسيون من الإسبانية كومينو - Comino وهي مأخوذة من العربية كامون - Kammon أيام وجود العرب والمسلمين في الأندلس. تم الحصول على الكمون من خلال أوروبا الغربية بدلا من طريق اليونان. وتشير بعض النظريات إلى أن الاسم أو كلمة كمون - Cumin مشتقة من اللاتينية كومينوم - Cuminum واليونانية كومينون - ، ومع كل هذا على الأرجح أن أصل كلمة كمون واسمه جاء من إحدى اللغات السورية القديمة وأرجحها اللغة السومية وكلمة غامون - Gamun. إذ إن عبارة «تحمل الكمون إلى كرمان» لها نفس المعنى مثل عبارة اللغة الإنجليزية «تحمل الفحم إلى نيوكاسل». ويعتبر من المواد الغنية بالحديد وبالتالي يفيد في مجال مد الجسم بالطاقة، كما يعتبر الكمون مفيدا جدا للجهاز الهضمي إذ يحفز إفرازات إنزيمات البنكرياس. كما يساعد الكمون في الوقاية من السرطان وخصوصا سرطان المعدة وحماية الكبد من السموم. وبالإضافة إلى علاج الضعف الجنسي يحسن الكمون البشرة ويقي من النزلات البردية.