دور الشباب في نهضة الأمة: دور محوري في بناء المستقبل والتحديات العالمية ثم عادت للنهوض من جديد، ومع بدايات القرن العشرين بدأت موجة تهدف أن تعيد الأمة للسيادة، وأخذت تغرس في عقول شباب وشابات الأمة أنهم سادة البشرية، فما هو الدور المنوط بالشباب للنهوض بالأمة؟ دور الشباب في نهضة الأمة: أمل المستقبل وركيزة التنمية المقصود بنهضة الأمة هي أن نبني حضارة الإسلام من جديد، ونسود بها البشرية من جديد. تجد لديها مدنية، وهذه مدنية وليس حضارة. وكان عبارة عن (17) عمود من الخشب، سقفه من سعف النخل، لا إنارة فيه، فالحضارة التي بناها النبي كانت في عقول المسلمين، وفي سلوكياتهم، وفي توجهاتهم، وما هي غاياتهم، الحضارة هي المنهج الفكري لأمة، المتشكل في إنتاج مادي ومعنوي. لابد لنا من معرفة أمر هام: نهضة الأمة لا تحتاج إلا (2%) من شباب الأمة، وعندها ستنقلب الموازين، ومن المبشرات ومن خلال تحليل الواقع، وهذه النسبة ليست عشوائية. إنّ عدد الصحابة الذين حجوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم ما بين (100 – 114 – 120) ألف على اختلاف التقديرات، وبعض هؤلاء لا نعرف إلا أسمائهم (مثلا شهداء بدر)، وهذه النسبة تشكل أقل من (2%). الولايات المتحدة الأمريكية يبلغ تعداد سكانها اليوم (330) مليون نسمة، في كتاب (who is ho) يعرف بأشخاص برعوا في كافة مجالات الحياة في أمريكا، عدد الذين تم إحصاؤهم (5. 5) مليون شخص، وهؤلاء لا يشكلون نسبة (2%) من الشعب الأمريكي. نسبة (2%) هي التي تقود (98%)، فلا يغرنكم كثرة انصراف كثير من الشباب الأمة نحو البرامج التي لا طائل لها، فإن شباب الأمة المطلوب يُمَحّص ويُنَقّى. هذه النسبة لابد أن تتوافر على صنفين رئيسيين هما (القادة – المبدعون)، ولا يتبادر إلى ذهنك أن هؤلاء قد ولدوا كقادة أو مبدعين، أما البقية فقد اكتسبوا هذه الصفات اكتساباً. نهضة الأمة أن نبني حضارة الإسلام من جديد، ونسود بها البشرية من جديد دور الشباب في نهضة الأمة هو القيام بعملية التغيير، فما هو التغيير المنشود؟ تأثير الشباب في تحقيق التغيير والتطوير التغيير: هو عملية الانتقال إلى الرؤيا المنشودة. وليس حدثاً يحدث بشكل مفاجىء، قال تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾، فالله جل جلاله يستطيع أن يغير واقعنا بكلمة كن، وتصبح هذه الأمة سيدة للبشرية من جديد، لكن الله شاء أن هذا الدين لا يُعَزّ إلا بجهد البشر، تراه قد جاهد وتعب، لكن على البشر أن يعملوا شيئاً ما، ولو ضرب البحر بعصا، مريم عليها السلام: امرأة ضعيفة خارجة من ولادة، ولابد لها أن تأكل، لكن لابد لها من فعل شيء، لأن التغيير لا يحدث إلا بجهد البشر. أمتنا الإسلامية موعودة من الله بالتمكين في هذه الأرض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الكفر). حم طب كم، دور الشباب في نهضة الأمة هو القيام بعملية التغيير، فما هو التغيير المنشود؟ النموذج العام للتغيير الواقع: الأزمات – القدرات. المقاومة: ما الذي يمكن أن يقف في طريقنا ويعيدنا إلى الوراء؟ – ثم مقاومة المقاومة. أولا: الأزمات ودراستها **السلوك هو درجة تطابق الأفعال مع القيم والأقوال، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾. هذه الأزمة تشكل (90%) من طرح الخطباء والوعاظ، وهي أزمة مهمة لكنها ليست الأهم بين الأزمات الخمس. **معادلة تغيير السلوك **لابد من معرفة أنّ محاولات تغيير السلوك بشكل مباشر غير فعالة، لأن السلوك خلفه مشاعر أنتجته، والمشاعر خلفها أفكار حركتها، أنواع السلوك: إيماني، عبادات، أخلاق (بر الوالدين – صلة الأرحام)، المحافظة على نظام المرور. **أزمة التخلف **أزمة الفاعلية **الفاعلية هي درجة الإنتاجية بالمقارنة مع المنافسين. فالعمل الذي يحتاج إنجازه لساعتين، إن تقاعس هذا الفرد عن إنجازه في الوقت المحدد سيدفع الإدارة لتكليف موظف آخر ليتم العمل، وهذا سيؤثر في أداء وفاعلية الأفراد. أزمة قيادة القيادة هي القدرة على تحريك الناس نحو الهدف. أزمة القيادة تتمحور في ثلاثة أمور: أزمة عامودية من أسفل المنظمة أو المؤسسة إلى أعلاها. أزمة أفقية: تتجلى هذه الأزمة في القيادة، أزمة الفكر الفكر هو إعمال العقل في أمر ما للوصول إلى رأي جديد. الإعلام بأنواعه. التعليم. التدريب. أدوات الإلقاء. التأليف بأنواعه. ثانياً: القدرات الأساسية فنسبة الشباب في أمتنا الذين أعمارهم أقل من (25) سنة فوق (65%)، بينما في اليابان هي (21%)،  فلابد لشباب أمتنا من وضع غاية رئيسية (بناء الحضارة الإسلامية)،   لكن ماهي مقومات الحضارة الإسلامية القادمة؟  الجانب الثاني: الرؤية (إلى أين نريد الوصول) تتجلى الرؤية في أننا نريد أن نحقق أمرين رئيسيين: أولا الغاية الاستراتيجية (توصيف حضارتنا) غايتنا أن نبني حضارة راشدة حديثة، ونحسن التعامل مع زماننا الحاضر، فالمعركة اليوم هي معركة فكر وإنتاج، قال الله تعالى ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾، هذا هو الهدف الأسمى للإسلام، هدفه سعادة الإنسان وفلاحه في الدنيا والآخرة، فالإسلام جاء رحمة للعالمين، طائعهم وعاصيهم، فإن قبلوا الإسلام سعدوا في الدنيا والآخرة، فواجبنا أن نسعدهم في الدنيا على أقل التقدير، وفي الحالتين سنكون رحمة للعالمين، وبناءاً عليه تتشكل حضارة عادلة رحيمة ذات قيم وأخلاق. كلنا لدينا حلم واحد: أن ترجع أمتنا أمة واحدة متكاملة، فهل يمكن أن نحقق هذه الحلم خلال (20) سنة؟ واقعنا يقول لا يمكننا ذلك، موقف سياسي خارجي موحد. لابد من تقسيم الخطة إلى مراحل، وكل مرحلة لها أهدافها. المراحل وتوقيتها ما الذي يعجزنا أن يكون لنا خطة؟ ما الذي يميز اليهود عن أمتنا؟ أما اجتمعوا بقيادة هرتزل عام (1898م) ووضعوا خطة لخمسين سنة قادمة بإقامة بلد قومي لليهود؟ ووضعوا لها مراحل، وعملوا على إتمام المراحل بالتدريج؟ ثم لما قامت دولتهم لم يكن هرتزل ومن خطط معه على قيد الحياة. وحثه على زيادة المهارة، ثم الدخول في مشروع أو طرح مشروع عن هذا المجال. لابد من توجيههم للمشاريع الفكرية. وهناك شباب يميلون للسياسة، لابد من توجيههم للمشاريع السياسية.