هو أبو عثمان عمرو بن بحر الكناني الفقيمي البصري، نائر عربي مشهور، وصاحب تأليف في الأدب والجدل السياسي الديني. ولد بالبصرة حوالي سنة 160 للهجرة الموافق لسنة 776 للميلاد في عائلة من بني كنانة. وكان جده فَزَارَة عبْدًا أَسْوَدَ جَمالاً لعمرو بن قلع الكناني. وتعود تسميته "الجاحظ" أو "الحَدَقي" إلى نتوه كان في عينيه؛ فقد كانتا جاحظتين أي بارزتين. أظهر الجاحظ منذ صباه نُبُوعًا مُبكرًا وفُضُولاً معرفيًّا جَمًّا بهما تغلب على يتمه، وبفضلهما خفف بعض أعباء الحياة على أمه. واكتسب ثقافة غزيرة المشارب فقد كان يتردد على الكتاب وحلقات المسجد الجامع حيث كانت تنعقد المجالس وتجري المناظرات حافلة بشتى قضايا المعاش والمعاد من مذاهب وفلسفات. كما تردد على سوق المزيد يتلقف من أفواه الأعراب الفصاحة، ويُصغي إلى ما يتطارح فيه من نوادر وطرائف واختلف إلى الأندية الأدبية الخاصة الجامعة لوجهاء القوم وجلس إلى شيوخ وأعلام ذاع صيتهم في علم الكلام من أمثال أبي إسحاق إبراهيم سيار النظام، وفي علوم اللغة وتصنيف المعاجم كأبي عبيدة معمر بن المثنى والأصمعي وأبي زيد الأنصاري وأبي الحسن الأخفش. ولئن لم يفز الجاحظ بالحظوة لدى بعض الخلفاء، فإنّه كان بمثابة المستشار لكثير من رجال السياسة كالفتح بن خاقان، ومحمد بن عبد الملك الزيات وقد أهداه الجاحظ كتابه (الحيوان).