كانت الملحوظات البلاغية كلها خاضعة للذوق و مع اهتداء لبعض القواعد التي من شأنها أن يعلل بها جودة القول أو ركاكته. واختلط العرب بغيرهم؛ وضعُف الاعتماد على الذوق وحده؛ كان لا بد من أن تقعّد القواعد. فوضع أبوعبيدة «مجاز القرآن» وهو وان كانت عنايته لغوية فلقد كانت له بعض الملحوظات البيانية. حيث اتسعت بفضله دائرة هذه الملحوظات البيانية. وذلك بما منّ الله عليه من قريحة وذهن وذكاء. وبما كان له من سّعة فى الثقافة والاطلاع فلقد كان بحق غزير الثقافة, ثم جاء ابن قتيبة وهو وان لم يبلغ مرتبة الجاحظ من حيث تسجيل الملحوظات والغوص على التقاط المعاني فإنه فاقه من محيث النسق في الترتيب وحسن التبويب مع سعة في العلم فلقد كان بحق دائرة المعارف يدلنا على ذلك هذا التراث المترامي الأطراف, والذي يدل على كثرة اطلاعه.ثم جاء ابن المعتز فوضع كتاب «البديع»؛ وذكر فيه أنواعاً مما بُنيت عليهثم جاء قدامة فزاد على ما ذكره ابن المعتز من أنواع البديع . أخذت الدراسات البيانية فى اتجاهين متقابلين كان الاتجاه وقد تحدث فيه عن البلاغة.10-حسن البيان.أما الاتجاه الثانى؛ فكان عن البيان بعامة, ولم يقصروه على البحث في الإعجاز . ومن أبرز كتب هذا الاتجاه كتاب (الصناعتين) لأبي هلال العسكري ويعني بهما صناعة الشعر وصناعة النثر,