تفسر النظرية البنائية التحرش الجنسي كبناء اجتماعي وثقافي، لا كظاهرة موضوعية مستقلة. تركز على كيفية تشكيل فهمنا ومعانينا للتحرش عبر التفاعلات الاجتماعية، اللغة، والسياقات الثقافية. فهي تعتبر "الواقع" بناءً اجتماعيًا يتأثر بالقيم والمعتقدات، حيث تلعب اللغة دوراً حاسماً في تعريف الأفعال الجنسية وتصنيفها. تُبرز النظرية أيضًا أهمية التفاعلات الاجتماعية في فهم وتفسير التحرش، وكيف تختلف هذه التفسيرات عبر الثقافات والأزمنة، متأثرة بعلاقات السلطة والهيمنة. مع ذلك، لا تتجاهل النظرية الخبرات الفردية للضحايا. تُطبق عملياً من خلال تحليل الخطاب، دراسة التفاعلات الاجتماعية، فهم الاختلافات الثقافية، والتركيز على روايات الضحايا. باختصار، ترى النظرية أن التحرش الجنسي ليس فعلاً بحد ذاته، بل مفهومًا اجتماعيًا يتطلب تغييرًا في البنى الاجتماعية والثقافية لفهمه ومعالجته.