تتمتع الولايات المتحدة الأمريكية بنفوذ عالمي هائل، يتجلى في عدة مظاهر. اقتصادياً، تُعد قوة تجارية كبرى، حيث تضاعفت صادراتها ووارداتها أربع مرات بين 1930 و 2022، وهي ثاني أكبر مصدر للأسلحة وأكبر مستورد للسلع والخدمات. رغم عجز ميزانها التجاري، إلا أن هذا يعكس مجتمعاً استهلاكياً قوياً. تركّز مبادلاتها مع دول محددة ككندا والمكسيك والصين، بينما تبقى ضعيفة مع أفريقيا ودول الجنوب. مالياً، تسيطر على الاستثمارات الأجنبية المباشرة، والدولار عملة عالمية مهيمنة، وتتحكم في مؤسسات مالية عالمية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي. كما تهيمن على المساعدات الإنمائية للبلدان النامية. ثقافياً، ينتشر التأثير الأمريكي ("الأمركة") من خلال الأفلام، والموسيقى، والتعليم، والشبكات التلفزيونية. جيو-سياسياً، تتمتع الولايات المتحدة بقوة عسكرية هائلة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، بميزانية عسكرية ضخمة، شركات أسلحة عملاقة، وأحدث التقنيات العسكرية، بالإضافة إلى نفوذها في حلف شمال الأطلسي.